شهد القصر الجمهوري في بعبدا أمس لليوم الثالث على التوالي، متابعة المشاورات التي يجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان بهدف إيجاد الأجواء الملائمة لإخراج الوضع من حال الجمود القائمة، واستقبل كلاً من وزيري الدولة ميشال فرعون وعدنان السيد حسين وعضو «هيئة الحوار الوطني» فايز الحاج شاهين، الذي أكد أن مبادرة سليمان «تفرض نفسها لأنه لا يجوز البقاء في حال الجمود التي نحن فيها، أعطيت أجوبة للأسئلة التي طرحها، وقدمت إليه اقتراحات مكتوبة». وعرض سليمان مع النائب قاسم هاشم التطورات. وتناول مع الوزير السابق فايز شكر الأوضاع العامة والاتصالات الجارية لإعادة تفعيل عمل المؤسسات والإدارات. وزار القصر الجمهوري السفير السوري علي عبد الكريم علي وتناول البحث «العلاقات اللبنانية السورية، والأوضاع في المنطقة وسبل تعزيز التضامن العربي». واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الأوضاع الأمنية. وفي المواقف، دعا الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في افتتاح معرض الكتاب العربي، الى «التمسك بلبنان السيد المستقل العربي الانتماء والهوية، والتمسك بالعيش الإسلامي - المسيحي منطلقاً للوطن على أساس المناصفة التي أقرها اتفاق الطائف والقبول بالتنوع ضمن الوحدة، والابتعاد عن العنف وسيلة للتغيير أو لحل الخلافات، والتمسك بالنظام الديموقراطي البرلماني والقائم على مبدأ تداول السلطة وعلى احترام الحريات العامة والخاصة وبسط سلطة الدولة وسيادتها». وأضاف: «لا أشك لحظة في قدرة اللبنانيين على تجاوز ما يمر به بلدنا من صعاب ومخاطر، وفي رغبة اللبنانيين وإرادتهم في الخروج من هذا المأزق بما يعزز وحدتنا وتضامننا ووعينا المشترك، وبما يحقق العدالة والاستقرار لمجتمعنا، لأن العدالة تستجلب الاستقرار والأمان والطمأنينة»، مؤكداً أن «لا استقرار في غياب العدالة، ولا حرية ولا استقرار مع الخوف». وأوضح «اننا احتكمنا في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري للوصول الى العدالة والحقيقة، الى المحكمة الدولية أملاً بالعدالة وليس للانتقام أو أخذ الثأر أو لتوظيف هذه القضية لتسوية حسابات ضد أي أحد». وقال: «لا نقبل أن نوضع في الموقع الذي علينا ان نختار فيه بين العدالة من جهة والأمن والاستقرار من جهة ثانية». وأضاف: «خيارنا الاستقرار والأمن والعدل في آن معاً، إذ انها الأسس الرئيسة لاستمرار بلدنا وصيغتنا... لا نستقوي على أحد ولا نقبل أن يستقوي علينا أحد». لا مسودة اتفاق واثنى وزير الشباب والرياضة علي العبدالله في حديث لموقع «ناو ليبانون»، على مبادرة سليمان «من أجل إعادة إحياء طاولة الحوار الوطني والتشديد على أهمية التواصل بين القوى السياسية». ودعا «القوى المعنية الى المسارعة للحد من تداعيات القرار الاتهامي عبر إحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي من قبل الحكومة»، واصفاً الكلام عن بحث الملف في الحوار بأنه كلام «ليس له أي معنى ولا لزوم، لأنّه ملف مطروح أساساً على طاولة مجلس الوزراء». واستبعد عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت وجود مسودة تسوية جاهزة، مؤكداً استمرار الاتصالات، واعتبر أن «هناك خطوات عملانية يجب أن يبديها الفريق الآخر لمعرفة النوايا». وقال: «أصبح الخطاب السياسي أهدأ، كما اصبحنا نتحدث عما بعد القرار الاتهامي»، مؤكداً «وجود نقاط تقاطع يجب البناء عليها لتحقيق التقدم في التسوية». وأعتبر ان «سليمان يهدف الى إعادة إطلاق عجلة المؤسسات ولا سيما مجلس الوزراء نظراً للأمور المستعجلة التي تحتاج الى قرارات، ومنها الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع الاتصالات والغجر». ونفى عضو الكتلة نفسها النائب غازي يوسف في حديث الى «أخبار المستقبل» ما ينشر عن «وجود وثيقة خطية توصل إليها الطرفان السعودي والسوري لاتفاق تسوية في شأن المحكمة الدولية». وقال نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «نحن نعتبر أن القرار الاتهامي الذي يتهم حزب الله هو عدوان عليه وعلى لبنان». وأضاف في تخريج دورات ثقافية للحزب: «نعلم أن هناك طلبات لبنانية من أميركا لتطلب من إسرائيل أن تسكت خلال هذه المرحلة عن المحكمة الخاصة بلبنان، لأنه كلّما تكلم الإسرائيليون يحرجون الجماعة في لبنان، ولكن إسرائيل لا ترد، وتتكلم وتتدخل لتوحي بأنها جزءٌ لا يتجرأ من المجتمع الدولي، وتريد أن تحاصر من خلال موقعها موقع حزب الله، وهي ترمي الى صرف الأنظار عن أنها شريكة أو أساس في عملية الاغتيال». وسأل قاسم: «أما آن للبعض في الداخل أن يفهموا أن هذا المشروع هو مشروع شبيه ببوابة الشرق الأوسط الجديد، لكن اليوم بدل البوابة شباك الشرق الأوسط الجديد؟ فكما لم يدخلوا من البوابة سابقاً لن يدخلوا من الشباك الآن. بكل صراحة لسنا خائفين ولا متوترين ولا قلقين من كل اتهاماتهم الجائرة، ولكن عندما نصرخ ونتحرك ونتحدث إنما نحذّر من هذا الخطر على لبنان وليس علينا، وأقول إن أقلَّ المتضررين من القرار الاتهامي المزوَّر هو حزب الله، وغيرنا سيتضرر أكثر من هذا القرار». وقال : «ما زلنا نراهن على نجاح المساعي السورية- السعودية، ونعتبر أن هناك خطوات معقولة للحل، وأملنا أن تنجح المساعي».