قتل 230 شخصاً غالبيتهم من الأطفال والنساء في قصف جوي تعرضت له ثلاث منازل في مدينة الموصل شمال العراق، في حين تحدثت تقارير للأمم المتحدة عن حصار حوالى 400 ألف شخص في الحي القديم غرب المدينة في ظل وضع إنساني سيء. ووفقاً لشبكة «رووداو» فإن عدد القتلى الذين تم اخراجهم من تحت أنقاض أحد المنازل وصل إلى 130 جثة، كانوا يتواجدون في ملجأ داخل احدى هذه المنازل، مشيرة إلى مصرع حوالى 100 شخص آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال في قصف لمنزلين في الجانب الغربي من مدينة الموصل. وأضحت الشبكة نقلاً عن مصادر عسكرية في الجيش العراقي قولها إن القوات الأمنية تلقت خلال ساعات الليل، استغاثات لإنقاذ مدنيين غالبيتهم أطفال ونساء، عالقين تحت حطام ثلاث منازل في الجانب الغربي من المدينة بعد تعرضه إلى قصف جوي، ضمن المواجهة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأشارت المصادر إلى أن «شدة المعارك واعتماد تنظيم داعش على القصف الصاروخي على المناطق المحررة، منعّ فرق الدفاع المدني من تنفيذ عمليات لإنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض». على صعيد متصل، قالت «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» اليوم إن ما يقدر بحوالى 400 ألف عراقي محاصرون في الحي القديم غرب مدينة الموصل في ظل نقص الغذاء وتفاقم حال الذعر نتيجة القصف ما قد يطلق موجة خروج جماعي. وأضافت أن الكثير من المدنيين يخشون الهرب بسبب قناصة «داعش» وألغامه لكن 157 ألف شخص وصلوا إلى مركز استقبال مؤقت منذ بدأت الحكومة العراقية حملتها بغرب الموصل قبل شهر. وقال برونو جيدو مندوب المفوضية في العراق «الأسوأ لم يأت بعد... لأن وجود 400 ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس تلك، ربما يؤدي حتما إلى تفجر الوضع في مكان ما وفي وقت ما لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد على نطاق هائل». وتركز القتال في الأسبوع الماضي على المدينة القديمة واقتربت القوات النظامية إلى مسافة حوالى 500 متر من جامع النوري الكبير الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم التظيم في تموز (يوليو ) 2014 إقامة دولة الخلافة التي تضم أجزاء من العراق وسورية. ويتراجع مقاتلو التنظيم المتشدد حالياً في حين يتعرض معقلهم في سورية للهجوم كذلك. لكنهم ما زالوا يسيطرون على ما يقدر بحوالى 40 في المئة من غرب الموصل وقد تستغرق المعركة لاستعادة هذا الجزء أسابيع. وقال جيدو إن المدنيين يخرجون من المنطقة بمعدلات متزايدة وصلت حاليا إلى ما بين ثمانية آلاف و12 ألفا يصلون يوميا لمركز استقبال في منطقة حمام العليل. وأضاف متحدثاً من الموقع الذي يقع على بعد 20 كيلومترا جنوب الموصل حيث يخضع القادمون لفحوص أمنية «سمعنا روايات كذلك عن أناس يفرون تحت جنح الضباب في الصباح الباكر وآخرين يهربون ليلا أو يحاولون الهرب في أوقات الصلاة حيث تكون المراقبة عند نقاط تفتيش داعش أقل». وقال إن النازحين تحدثوا عن وضع «مأساوي» في المدينة القديمة مع نقص الغذاء والوقود والكهرباء. وأضاف «بدأ الناس يحرقون أثاثا وملابس قديمة ومنتجات بلاستيكية وأي شيء يمكنهم حرقه للتدفئة أثناء الليل لأن الأمطار ما زالت غزيرة ودرجات الحرارة تنخفض كثيرا أثناء الليل». وأوقفت الحكومة عملياتها اليوم بسبب الطقس الغائم الذي يصعب معه توفير دعم جوي. وقال جيدو «كلما قل الغذاء زادت حال الذعر والرغبة في الفرار. وفي الوقت نفسه يزيد (عدد الفارين) لأن قوات الأمن تتقدم وأصبح المزيد من الناس في وضع يسمح لهم بالفرار مع انحسار المخاطر».