تأهل المنتخب السعودي إلى المباراة النهائية لدورة كأس الخليج ال20، بعد فوزه على الإمارات بهدف من دون مقابل سجله مهاجمه أحمد عباس(55). ونجح «الأخضر» في الوصول للنهائي للمرة الثانية على التوالي ليلاقي الكويت الذي بلغ هو الآخر النهائي بعد فوزه على العراق بركلات الترجيح.صورة كربونية من حيث المناسبة لمواجهة المنتخبين في خليجي 18، وتشابه في وضع المنتخبين قبل بداية اللقاء من حيث ارتفاع الروح المعنوية بتأهل جاء في اللحظات الأخيرة، قواسم مشتركة جمعتهما من حيث عدم ترشيحهما لبلوغ هذه المرحلة بسبب حداثة الأسماء المستدعاة من مدربي المنتخبين. البداية الحذرة فرضت نفسها باكراً على أداء المنتخبين للأسلوب الذي اتبعه مدرب الإمارات كافتش ومدرب المنتخب السعودي البرتغالي بسيرو حينما تمركزت الكرة في منتصف الملعب، بعيداً عن مرمى المنتخبين باستثناء محاولات كان مصيرها أقدام المدافعين، فالحارسان القرني وماجد ناصر بقيا بعيدين عن مكامن الخطورة. عمليات الكر والفر بين «الأخضر» و «الأبيض» كانت هي الأرجح والأوضح، خصوصاً في دائرة منتصف الملعب الذي غلبت عليه الكثرة بسبب الزيادة العددية في خط الوسط على حساب خط الهجوم، أولى ركلات الزاوية في المباراة جاءت إماراتية بعد مرور (18) دقيقة إلا أنها لم تسفر عن أي تهديد بفضل تدخل حارس الأخضر عساف القرني. جس النبض بين المنتخبين استمرت طويلاً فغابت تمريرات سبيت خاطر في الإمارات بفضل الرقابة التي فرضت عليه، كما اختفى الشلهوب تحت مضلة تبادل لاعبي الإمارات إيقاف انطلاقاته. استدرج كل منتخب لاعبي الآخر بتقديم إغراءات من خلال التراجع للخلف بغية سحب للطرف الآخر، إلا أن أياً من تلك الأمور لم تجد نفعاً، فالانضباطية التي كان عليها لاعبو الفريقين كانت هي الغالبة على الأداء في النصف ساعة الأولى من المباراة، التي لم تبين أياً من المنتخبين كان الأفضل سيطرة، في الوقت الذي تفرغ كل مدرب لتدوين ملاحظاته للاستفادة منها في الشوط الثاني بعد أن عرفا بمقدرتهما على قلب الأمور. التحركات السعودية منحت لاعبيه ركلات زاوية عدة شكلت منها رأسية مهند عسير التي اعتلت العارضة الإماراتية أول تهديد سعودي في اللقاء (36) مع أفضلية في الثلث الأخير من الشوط الأول الذي ظهرت فيه الملامح السعودية بشكل أوضح من الدقائق ال 30 الماضية، وكان «الأخضر» الأكثر تهديداً وبلوغاً لمنطقة الدفاع الإماراتي. وفي الشوط الثاني، تواصلت السيطرة السعودية، ونجح لاعبو «الأخضر» في الوصول إلى مرمى ماجد ناصر سريعاً، إلا أن النهاية كانت غير صحيحة، كما هي الحال مع كرة أحمد عباس التي تسلمها بعد سلسلة من التمريرات بين لاعبي خط الوسط السعودي (50). التفوق السعودي أجبر مدرب الإمارات كاتتش على إجراء تغيير، بحثاً عن إعادة فريقه لمجاراة الفريق السعودي، إلا أن الرد السعودي كان حاضراً، ولم يمنح الإماراتي البديل التمركز، بعد أن قاد المنتخب السعودي كرة توغل بها أحمد عباس في منطقة جزاء الإمارات، بعد أن وصلته من مشعل السعيد الذي ضرب بها دفاعات «الأبيض»، قبل أن يرسلها عباس قذيفة في مرمى ماجد ناصر (55)، مسجلاً منها هدف المنتخب السعودي. كما أجبر الاندفاع السعودي مدرب الإمارات على التخلي عن قناعته، وأجرى تغييراً بالزج بأحمد جمعة بديلاً عن الكأس، وكاد قائد المنتخب السعودي محمد الشلهوب يرحب بالبديل بهدف ثان من تصويبة أخطأت مرمى الإمارات، الذي عاش تحت ضغط سعودي لم يتوقعه، وحاول الإماراتيون البحث عن رد فعل يعيدهم إلى أجواء المباراة عبر محاولات عدة، كان من بينها كرة سبيت خاطر، الذي تحصل على 3 ركلات حرة من المكان المحبب له، إلا أن اثنتين اعتلتا العارضة السعودية في طريقهما للخارج، والثالثة تصدى لها القرني. إصرار مدرب الإمارات على العودة للمباراة، أجبره على استنفاد تغييراته قبل نهاية اللقاء بنصف ساعة، وفي المقابل شعر بيسيرو بتراجع لاعبيه، وانخفاض مستواهم، ما جعله يجري تغييراً لتنشيط خط الوسط بالزج بالنمري بديلاً عن الدوسري، وحرم ماجد ناصر والعارضة الإماراتية المنتخب السعودي من فرصتين، الأولى من الشلهوب الذي صوب بالخطأ على رأس منطقة الجزاء، أخرجها الإماراتي ماجد إلى ركلة زاوية على رأس مهند عسيري ردتها العارضة (75). وعلى رغم تأخر «الأبيض»، إلا أن مبادراته الهجومية لم تنجح بفضل سيطرة المنتخب السعودي على منطقة الوسط، مع حسن انتشار مدافعيه وأدائهم الانضباطي، مع اللعب بطريقة رقابة المنطقة، وعاد حارس الإمارات ماجد ناصر، وتألق بتصديه في الدقيقة 89 لتصويبة أرسلها عبداللطيف الغنام، كانت في طريقها لملامسة شباكه. وعلى رغم احتساب حكم اللقاء أربع دقائق كوقت بدل ضائع، وفقدان الإمارات حظوظه في بلوغ النهائي، إلا أنه حافظ على هدوئه، ولم يندفع إلى الأمام، خوفاً من زيادة في النتيجة.