أجّلت محكمة قطرية إلى الخميس المقبل، حسم قضية 28 صياداً آسيوياً كانوا على متن ستة قوارب سعودية، أوقفوا في قطر، خلال شهر أب (أغسطس) الماضي، إثر دخولها المياه الإقليمية القطرية، واتهموا ب«تدمير البيئة البحرية»، إضافة إلى «الدخول بطريقة غير مشروعة». وسادت توقعات بأن تتضح صورة وضع الصيادين، وإصدار حكم نهائي خلال جلسة أمس، بعد أن نجح محامي القضية في استئناف الحكم، وتقريب جلسات المحاكمة. بيد ان محكمة السد أرجأت الإفراج عن الصيادين، إلى يوم الخميس المقبل، بسبب «عدم إحضار الصيادين كافة المحتجزين لدى الجهات الأمنية القطرية، وهو ما رفضه قاضي المحكمة، الذي أجل إصدار الحكم إلى حين إحضار جميع الصيادين وأصحاب المراكب السعوديين الستة». وكان قاضي المحكمة وعد محامي القضية ب»سرعة إنهاء الإجراءات». فيما بذل المحامي القطري الدكتور محمد المهندي، «جهوداً كبيرة من أجل إنهاء القضية اليوم (أمس)، إلا ان جميع مساعيه باءت بالفشل»، بحسب قول ملاك القوارب السعوديين. وكان المحامي نجح في إنهاء جميع إجراءات خمسة قوارب رسمياً، بعد موافقة المحكمة على الإفراج عنها في وقت سابق، فيما تبقى القارب الأخير الذي ينتظر أن يتم الانتهاء من إجراءاته الرسمية والقانونية، وتسليمه إلى مالكه. وتضاربت الأنباء عن أسباب تأجيل الجلسة إلى الخميس المقبل، إذ عزاها مسؤول الرعايا السعوديين في السفارة السعودية في الدوحة علي العرجاني، إلى «عدم تواجد جميع ملاك القوارب الستة في المحكمة، إذ تواجد أربعة منهم فقط. فيما أكد القاضي ضرورة تواجد الجميع، من أجل إحضار الصيادين كافة، وإصدار الحكم النهائي، الذي يتوقع ان يكون الإفراج عنهم، بعد ان وعدنا محامي القضية، بذلك». فيما ذكر نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني، وعبدالله الغزال (أحد ملاك القوارب الستة)، ان تأجيل الحكم، بسبب «عدم إحضار الجهات الأمنية الصيادين الآسيويين، إذ أحضروا عدداً قليلاً منهم، بواقع صيادين اثنين من كل قارب. وهو ما رفضه القاضي، مطالباً بضرورة إحضار الجميع. فيما فشلت محاولات المحامي في حل القضية حتى ال11 والنصف من صباح اليوم (أمس). ما دعا القاضي إلى تأجيل الحكم حتى الأسبوع المقبل». وخيّم الخزن على ملاك القوارب السعوديين، إثر سماعهم بالتأجيل، وبخاصة من تواجد في الدوحة منذ ساعات الصباح الأولى، أملاً في الإفراج عن جميع الصيادين، ولكنهم أبدوا تفاؤلاً بإنهاء القضية الخميس المقبل. وأثنوا على الجهود «الكبيرة» التي بذلتها السفارة السعودية، موضحين أنها قامت «بجهود جبارة، ساهمت في تقريب وجهات النظر في شكل كبير، إضافة إلى المساعي الذي بذلها مسؤول الرعايا السعوديين، في متابعة القضية». وقال الغزال: «لمسنا التحركات التي بذلتها السفارة، إذ قام مسؤول الرعايا صباح اليوم (أمس)، بجهود عدة، حاول من خلالها إنهاء الإجراءات كافة، وتسهيلها، إضافة إلى استقبالنا في شكل مميز، ما يدل على اهتمام السفارة في رعاياها السعوديين». وأضاف «تواجد أربعة من ملاك القوارب الستة، بعد الوعود التي تلقيناها من المحامي المهندي، الذي وعدنا بإنهاء القضية اليوم (أمس). إلا ان عدم إحضار الصيادين كافة ساهم في إزعاج القاضي، الذي أبدى استنكاره لهذا الأمر»، محمّلاً ما حدث إلى «الجهات الأمنية القطرية، التي أحضرت بعض الصيادين، على رغم وجود خطاب صادر من المحكمة، بضرورة إحضار الجميع. إلا أنها لم تقم بذلك. وعلى رغم تحرك المحامي لمعالجة الموقف. إلا ان الوقت لم يسعفه لإنهاء الإجراءات كافة، ما دعا القاضي إلى تأجيل النطق بالحكم إلى الأسبوع المقبل».