أكدت الفنانة المغربية سميرة سعيد أن المناخ الفني يمر بمرحلة من الفوضى، والقائمون على صناعة الغناء غير قادرين على الإنتاج بعد القرصنة على الإنترنت، وتركوا المهنة تنهار. وأفادت أن كل فنان يعمل حالياً بمجهوده الشخصي وعلاقاته، «لذلك لا بدّ أن يوضع إطار يتحرك الفنانون الحقيقيون من خلاله، خصوصاً في ظل وجود أنصاف الموهوبين ومعدومي الموهبة، وتزايد القنوات الفضائية». وطالبت بتفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية، حتى يمكن حماية صناعة الكاسيت في العالم العربي التي تتعرض يومياً للسرقة والنهب من خلال شبكة الإنترنت التي تضرب بالقوانين عرض الحائط. وأوضحت أنها لا تحب الثبات على شكل معين في الموسيقى، وتحب تقديم أكثر من شكل وقالب. ففي الوقت الذي كان كل المطربين يقدمون الطرب الكلاسيكي، قدمت سعيد «جاني بعد يومين»، «وحلو حبك»، «واحشني حقيقي». ثم ذهبت الى أشكال مختلفة من الغناء العصري مع «بشتقلك ساعات»، «بعد الرحيل»، «أحلى عيون»، و «يوم ورا يوم» وغيرها من الأغنيات التي كانت مغايرة لما يقدم على ساحة الغناء، فهي «لا تحب المياه الراكدة». مستشار سميرة سعيد الأول هو إحساسها، «هو المحرّك الداخلي الذي يرصد كل الأشياء من حولي، فاختياراتي الغنائية نابعة من إحساسي وتدل على ذوقي». أشارت صاحبة الصوت المتميّز إلى أنها تحاول أن تستمع باستمرار لكل ما هو جديد وجيد في عالم الموسيقى. كما أنها تقوم أحياناً بتغيير أو تجديد في بعض الأغاني قبل صدورها بوقت قليل، لتواكب كل جديد. وفي النهاية تقدم مشروعها الغنائي الجديد، وهي تبحث عن التجديد والاختلاف، ربما لأنها قدمت أغاني كثيرة بأشكال موسيقية مختلفة سواء كانت درامية أو إيقاعية، ولذلك فهي بحاجة ماسة إلى التغيير وإلى جيل من كتاب الأغاني والملحنين والموزعين الذين يفكرون في شكل مختلف. وبما أن سعيد متفائلة بطبعها، فلديها أمل في الغد لأن الساحة الفنية مليئة بالمواهب. وقالت إن «الزمن الماضي كان مليئاً بالعبقريات الرهيبة والعديدة في مجالات الأدب والفن والتمثيل والغناء والرسم، لكن الحياة اختلفت. الأجهزة الحديثة سهلت أشياء كثيرة على الفنانين من ناحية الأدوات التي يعملون بها عن زمان». لا تمانع سعيد في إعادة تقديم أغانيها القديمة التي اكتسبت شهرة واسعة، بتوزيع موسيقي جديد. ورأت أن «لخروج مشروع كهذا إلى النور يجب أن تتضافر جهود وعوامل أخرى منها التنسيق مع شركات الإنتاج. لكن لو نُفّذ سأكون مسرورة جداً».