يتحدد طرفا نهائي كأس خليجي 20 مساء اليوم، عندما تقام مواجهتي دور الأربعة، ففي المباراة الأولى يلتقي بطل المجموعة الأولى المنتخب الكويتي مع ثاني المجموعة الثانية منتخب العراق، وفي المباراة الثانية يتواجه بطل المجموعة الثانية المنتخب الإماراتي مع ثاني الأولى المنتخب السعودي. السعودية- الإمارات تتشابه ظروف وطموحات الفريقين تماماً، فكلاهما حضر إلى البطولة بغياب الأسماء الكبيرة والاعتماد على الفريق الرديف، كما يشتركان بتقديم مستويات كبيرة في الأدوار التمهيدية خالفت توقعات النقاد الرياضيين عطفاً على الأسماء الشابة في صفوف الطرفين. مباريات خروج المغلوب لا تقبل بأنصاف الحلول ولا القسمة على اثنين فلابد من فائز يواصل المشوار وآخر يحزم حقائب المغادرة ويعلق الطموحات إلى النسخة المقبلة من البطولة، ما يجعل حسابات الطرفين تختلف عن المواجهات السابقة وتجبر المدربين على النهج الهجومي لحسم الموقعة قبل بلوغ الأشواط الإضافية وركلات الترجيح، وسبق للفريقين أن التقيا في ذات المرحلة في البطولة ما قبل السابقة وكانت الغلبة للمنتخب الإماراتي بهدف نجمه إسماعيل مطر وحقق الإمارات لقب البطولة بعد ذلك على حساب المنتخب العماني. المدرب السعودي البرتغالي خوسية بيسيرو لا يحظى بقبول الشارع الرياضي السعودي بسبب عدم ثباته على التشكيل واختلافات تكتيكية من مباراة إلى أخرى، حتى بات الجمهور السعودي لا يثق بمنافسات فريقه على كأس البطولة ويراهن على خروجه بخفي حنين، ويسعى بيسيرو جاهداً إلى إثبات حسن رؤيته الفنية من النواحي كافة، وتعاني خطوط الأخضر من تأرجح في الأداء في مناطق الوسط، إذ يصعب التكهن بالأسماء التي سيعتمد عليها المدرب البرتغالي، ما غيب الانسجام وبدد قوة المنتخب السعودي في مساحات المستطيل الأخضر. فيما يعتبر المنتخب الإماراتي أكثر ثباتاً من حيث الأداء والتشكيل، وقدم مستوى أكثر من رائع في الأدوار الأولية وكان مفاجأة المسابقة في ظل غياب الأسماء الرنانة، والمدرب السلوفيني سريتشكو وفق كثيراً في مخططاته الفنية، إذ يعتمد على نقل الكرة السريعة والتي تشكل بالغ الخطورة على مرمى الخصم، مستفيداً من خبرة المخضرم سبيت خاطر كصانع لعب ومساند للهجمات كافة، إلى جانب حيوية أحمد جمعة واسماعيل الحمادي صاحب الأداء الرفيع والقدرة على اختراق الدفاعات إضافة إلى امتلاك الفريق لخط دفاع متماسك، ومن خلفه الحارس المتمكن ماجد ناصر والذي لم تهتز شباكه سوى في مناسبة واحدة، وما يحسب للمدرب الإماراتي تعامله المثالي مع أحداث المباريات من خلال تدخله بإجراء أفضل التغييرات والتي ترجح كفة الفريق في غالب الأحيان. الكويت- العراق مواجهة ثقيلة جداً ووصفها البعض بالنهائي الباكر، وكلاهما مرشح قوي لنيل الكأس، لذا سيكون الصراع محموماً بين الطرفين لتجاوز المنعطف الصعب نحو اعتلاء منصة التتويج بعد غيبة طويلة، فالكويت حقق آخر لقب قبل 12 عاماً والعراق غاب أكثر من 22 عاماً. التنافس الأزلي الذي يجمع المنتخبين كفيل بإشعال فتيل المواجهة منذ الصافرة الأولى، وانحصر اللقب في السنوات الأولى بين المنتخبين، وأن كان للكويت نصيب الأسد، إذ توج تسع مرات، في مقابل ثلاث مرات للعراق والسعودية. مدرب المنتخب الكويتي الصربي غوران لديه عناصر شابة قادرة على تنفيذ ما يريد، إذ يمثل بدر المطوع وجراح العتيقي وفهد العنزي ووليد علي قوة جبارة في بناء الهجمات الخطرة على مرمى الفريق المقابل، كما أن خطوطه الدفاعية قادرة على احتواء خطورة مهاجمي الخصوم، فيما يستند المدرب العراقي الألماني سيدكا على خبرة لاعبيه في مثل هذه المواجهات الحاسمة، ويكفي وجود أسماء بقامة نشأت أكرم وهوار محمد ويونس محمود وعماد محمد وغيرهم من الأسماء التي تعول عليهم الجماهير العراقية لاستعادة جزء من الزمن الجميل للكرة العراقية. العديد من النقاد يرى أن الفائز من مباراة العراق والكويت سيكون الأقرب لملامسة كأس البطولة عطفاً على تواضع خبرة لاعبي السعودية والإمارات في الطرف الآخر، إلا أن كرة القدم لا تعترف بأي فرضيات خارج الميدان، وتبقى الأهداف هي الفيصل في المعارك الكروية كافة.