اعلن الرئيس محمود عباس امس ان الرد الاميركي في شأن المفاوضات والاستيطان ربما يصل الى الجانب الفلسطيني اليوم. وقال لدى تدشينه قصر الضيافة الفلسطيني في رام الله امس: «الرد الرسمي الأميركي في شأن وقف الاستيطان لم يأتنا بعد، وربما نتسلم غداً (اليوم) شيئاً رسمياً، فإذا قبلوا نحن جاهزون، وإن لم يقبلوا فسنقول إن هذا الخيار انتهى، وسنبحث عن خيار آخر». وأوضح عباس ان الموقف الفلسطيني من المفاوضات سيتحدد وفق العرض الأميركي، فإما الذهاب الى المفاوضات المباشرة او البحث عن بديل آخر من البدائل السبعة التي أعلن عنها في وقت سابق. وقال ان المفاوضات المباشرة في حال الانتقال اليها ستتناول ملفين هما الحدود والأمن ولمدة سنة. وأضاف: «الأميركان قالوا إن السقف الزمني للمفاوضات هو سنة، تجمل فيها كل قضايا المرحلة النهائية... وإذا فشلت مساعي استئناف المفاوضات، سنذهب إلى خيارات أخرى، وكلها سلمي، ولن نقبل إطلاقاً بأن يبقى ارخص احتلال في العالم جاثماً على صدورنا». وعن العرض الاسرائيلي المتكرر للفلسطينيين بإقامة دولة ذات حدود موقتة، قال عباس: «لقد طرحوها قبل سنوات، وهي دولة على 50 أو 60 في المئة من فلسطين، اسمها دولة ذات حدود موقتة، لكن بصراحة عندما نقبل بذلك، تصبح دولة ذات حدود دائمة، ولن نقبل بذلك إطلاقاً». وزاد: «هذا قلناه لهم ونقوله في كل مناسبة، حدود عام 1967 وتعديلات متبادلة طفيفة بالقيمة والمثل، وأرضنا كما هي، ليس لدينا مانع، لكنهم يردون 50 أو 60 في المئة من الأرض». وعن مطلب الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بالدولة العبرية دولة للشعب اليهودي، قال عباس ان الرئيس الاميركي السابق هاري ترومان شطب كلمة يهودية من اسم اسرائيل عندما عرض عليه الاعتراف بها، وخط بدلاً منها كلمة اسرائيل. وتساءل: «فإذا كانت أميركا رفضت، فلماذا اقبل انا، وأنا اعلم لماذا يطلبون مني ذلك... لكن هم أحرار في تسمية أنفسهم ما يريدون، وليذهبوا إلى الأممالمتحدة ويسموا أنفسهم ما يريدون، ولكن نحن لن نقبل بهذا». وأبدى عباس ارتياحاً شديداً لأن تسريبات موقع «ويكيليكس» أثبت اقواله السابقة في شأن رفضه تسلم قطاع غزة في حال إعادة احتلاله من جانب اسرائيل وفي شأن تحذيره حركة «حماس» من ان اسرائيل ستهاجم القطاع في حال اعلانها انتهاء الهدنة نهاية عام 2008. وقال تعقيباً على التسريبات: «هذه التسريبات فضيحة، لكن لا توجد علينا ملاحظة واحدة، ليعرف العالم أن ما نقوله لأميركا أو إسرائيل نقوله في اللجنة المركزية ونقوله هنا وفي كل مكان، ولا نخشى شيئاً». وتابع: «لا يوجد ما نخشاه، فما تسرب عن العدوان على غزة كان كلامنا لهم مشرفاً، وكلام مصر مشرفاً، هم تكلموا عن كثير من الدول، وهذه الدول أعطتهم بعض الأسرار، وهم كشفوها، لكن اعتقد أنهم في ورطة، الحمدلله نحن في السليم لنؤكد للعالم أننا لدينا صدقية ولا نتكلم بلغتين مع العالم، وإنما بلغة واحدة».