أفرج مسلحون ينتمون إلى قبائل آل التيس وآل عبادة في محافظة صعدة (شمال غربي اليمن) عن مدير مستشفى السلام السعودي الدكتور ظافر الشهري، بعد مضي يوم على اختطافه أثناء عودته من السعودية إلى مقر عمله بعد عطلة عيد الأضحى عبر الحدود بين البلدين. وكان مقرراً أن يتسلم عدد من مشايخ ووجهاء القبائل في محافظة صعدة الشهري، ويسلموه بدورهم إلى قائد اللواء العسكري المرابط في منطقة كتاف العميد ركن فضل حسن، فيما روى الشهري ل»الحياة» تفاصيل اعتراض سيارته، واحتجازه في مكان مجهول. وأشار إلى متابعة مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية لقضيته منذ بدايتها. وأكدت مصادر متطابقة في صعدة ل»الحياة»، أن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء ركن علي محسن صالح الأحمر تدخل لدى مشايخ القبائل التي ينتمي إليها الخاطفون، وطالبهم بسرعة الإفراج عن الشهري سلماً، ومن دون حاجة إلى تدخل عسكري، بعدما جهّزت السلطات اليمنية حملة عسكرية كبيرة كانت في طريقها أمس إلى المناطق التي يتحصن فيها الخاطفون. وأكّد مدير مستشفى السلام السعودي في صعدة الدكتور الشهري ل»الحياة» أمس – بعد انتهاء محنة اختطافه أثناء عودته من المملكة إلى مقر عمله في اليمن – أن متابعة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف كان لها دور كبير في إطلاقه. وسرد الدكتور الشهري تفاصيل اختطافه، مؤكداً أن خاطفيه لم يتعرضوا له بأي أذى. وأوضح الشهري أن الأمير محمد بن نايف كان له دور كبير في عملية تحريره من مسلحين قبليين اختطفوه أول من أمس أثناء اعتراض سيارته في منطقة وادي جبارة (60 كيلومتراً شمال صعدة)، وقال ل»الحياة»: «إن الأمير محمد بن نايف كان على اتصال مباشر مع وزارة الداخلية اليمنية ومشايخ وقبائل اليمن، حتى تم إطلاقي مع ثلاثة يمنيين أحدهم مسؤول عسكري». وأشار إلى أن مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وجّه ضابطاً برتبة لواء مع زوجته بزيارة أسرة الشهري في الرياض، لتطمينهم بأن الدولة حريصة على إطلاقه من أيدي الخاطفين في أقرب فرصة. وأضاف: «توقّعت أن المسألة ستأخذ أسابيع وشهوراً، لاعتقادي بأن تنظيم القاعدة طرف في اختطافي، لكن الأجهزة الأمنية السعودية توصلت إلى إطلاقي خلال فترة وجيزة، وكان للسفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان والشيخ محمد الحديثي دور كبير». وروى مدير مستشفى السلام حادثة اختطافه بالقول: «كنت في طريقي إلى صعدة قادماً من السعودية، ووجدت معظم الطرق مغلقة، ولم يكن لدي خيار سوى أن أسلك منفذ الغبرة، وبعدما قطعت نحو 100 كيلومتر، اعترضتني سيارة جيب، نزل منها ثلاثة مسلحين». وأضاف: «طلب المسلحون اقتيادي إلى مكان مجهول، وقاد أحدهم سيارتي إلى منزل أحد شيوخهم، ووجدت ثلاثة من الجنسية اليمنية تم اختطافهم، أحدهم مسؤول عسكري، ولم أتعرض لأذى منهم». وذكر الشهري أن أحد الخاطفين يطالب بإطلاق شقيقه المعتقل في سجون صنعاء، بسبب تهمة الانتماء إلى «تنظيم القاعدة» وقال: «كان مطلبهم الوحيد محاكمة شقيق الخاطف إذا ثبتت عليه تهمة انتمائه للتنظيم أو إطلاقه» وقالت المصادر إن للطبيب الشهري سمعة طيبة بين أبناء المحافظة، نتيجة للخدمات الطبية الكبيرة التي يقدمها مستشفى السلام السعودي، الذي يتولى إدارته بنجاح منذ سنوات. وأضافت أن جميع الأطباء والموظفين والعاملين في المستشفى أضربوا أمس عن العمل، وأغلقوا أبوابه أمام الزوار والمرضى، احتجاجاً على خطف الشهري، مطالبين بالإفراج عنه فوراً. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين الذين خطفوا الطبيب السعودي أول من أمس طالبوا السلطات اليمنية بإطلاق أحد أبنائهم المعتقل لدى جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في صنعاء منذ بضعة أشهر بتهمة الانتماء إلى تنظيم «القاعدة»، متهمين أجهزة الأمن باعتقاله من دون توجيه أية تهمة له حتى الآن. وكانت معلومات أولية عن عملية الخطف أشارت إلى أن الخاطفين ينتمون إلى «القاعدة»، وأنهم يطالبون الحكومتين اليمنية والسعودية بإطلاق معتقلين من التنظيم في صنعاء والرياض. من جهة ثانية، أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أمس مسؤوليته عن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا تجمعات ل»الحوثيين» في محافظتي الجوف وصعدة يومي الأربعاء والجمعة الماضيين، وأسفرا عن قتل وجرح العشرات.