اكتظت أمس ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب وأروقته بحشود من الزوار، جاؤوا اغتناماً للحظات الأخيرة من المعرض الذي يسدل الستار على فعالياته غداً (السبت). وأكد عدد من هؤلاء في حديث ل«الحياة» أهمية تكرار زيارة المعرض، مشيرين إلى أن زيارة واحدة لا تكفي للإلمام بكل ما فيه من كنوز معرفية وكتب نادرة يصعب الحصول عليها مجتمعة سوى في معرض الرياض. إلا أن البعض من الزوار عبر عن تذمره من غلاء أسعار الكتب، متهمين الناشرين باستغلال اللحظات الأخيرة وحاجة الزوار للكتب برفع الأسعار أكثر مما هي مرفوعة. وقال أحد الزوار إن مبلغ ألف ريال أصبح غير كاف للحصول على كل ما يريده من كتب، مطالباً إدارة المعرض بالتشديد على الناشرين بعدم استغلال حاجة الزوار للكتب ورفع أسعارها. إلى ذلك، أكد متحدثون في ندوة «خطابنا في مواجهة الخارج» التي احتضنتها قاعة المعرفة بمعرض الرياض الدولي للكتاب، أن المملكة تميزت في حربها على الإرهاب، وأنها باتت نموذجاً عالمياً يحتذى به، وعزوا ذلك إلى العمل الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية في هذا الصدد على مستوى محاربة هذه الآفة ومواجهتها من ناحية، وتسخير الجهود لتصحيح مفاهيم وأفكار الشباب المغرر بهم من دعاة الضلال عبر برامج وأنشطة فريدة من نوعها من ناحية ثانية. وعن الصورة النمطية التي يحملها العالم للمملكة أشار المتحدثون إلى ضرورة مضاعفة الجهود لتصحيح هذه الصورة، ومنح هذه الجهود أهمية وأولوية، «لاسيما أن المجهول يسهل فهمه بشكلٍ خاطئ، متى كان هناك من يعمل على حجب الصورة الصحيحة عنه». وعدّوا الابتعاث والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات العالمية «وسيلة جيدة لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن المملكة، وتعزيز الصورة الذهنية المعتدلة والصحيحة تجاه بلادنا»، مشددين على أن حسن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والتعاطي معها باحترافية، من شأنه «تحسين الصورة السلبية وتعزيز الإيجابية تجاه المملكة لدى شعوب العالم. وأكدوا أهمية تكثيف الأعمال الإعلامية والدرامية المحترفة الموجهة للخارج وتفعيلها، «بوصفها أداة فاعلة، لأن معظمها موجه إلى الداخل وهذا لا يتواءم مع ما يتطلبه العصر». من ناحية ثانية، دعت دور نشر مشاركة في المعرض رجال أعمال المشاريع المتوسطة والناشئة للاستثمار في بيع الكتب الورقية والإلكترونية على حدٍ سواء، مرجعين ذلك للمردود المالي الذي يعادل ثلاثة أضعاف رأس المال خلال العام الأول. وقال مدير المتجر الإلكتروني لدار رسالة البيان للنشر والتوزيع في السعودية علي محمد إن الاستثمار في بيع ونشر الكتب مربح، «ولا سيما أن المبيعات الإلكترونية للكتاب الورقي ترتفع يوماً بعد يوم، إذ بلغت قيمة الربح من التسويق الإلكتروني للكتاب أعلى بقيمة 70 في المئة من التسويق بطرقه التقليدية للكتاب ذاته». من جهته، بيّن مسؤول المبيعات في دار «بلاتينيوم بوك» الكويتية محمد الغريب أن الاستثمارات المالية لدار النشر «يجب أن تشمل خدمة التصحيح اللغوي، وتغليف الكتب، وخدمة التوصيل، إضافة إلى التسويق الإلكتروني»، لافتاً إلى أن المشاركة في معارض الكتاب في الشرق الأوسط تعود بالربح. ويرى مدير إدارة العلاقات العامة والتزويد للبناء المعرفي في المملكة رضا الأمير أن رجل الأعمال يستطيع أن يكسب المال الوفير برأسمال يصل إلى 100 ألف ريال، ويضاعف ذلك المبلغ خلال العام الأول حتى 300 ألف ريال. وقال الأمير إن كلفة الكتاب تصل حتى 15 ريال من تغليف وتدقيق ونحوه، ويباع بقرابة 45 ريال في المكتبات، «ما يعني الربح العالي الذي يحصل عليه صاحب العمل جراء هذه العملية الاستثمارية»، لافتاً إلى وجود جهات متخصصة لبيع الكتب بالجملة على المكتبات ودور النشر وبحسم 50 في المئة، والكاتب يحصل على نسبة أقل من دار النشر. يذكر أن رئيس لجنة العمليات في معرض الرياض فيصل المرغلاني أشار أخيراً، إلى أن لجنته تستقبل يومياً من 250 إلى 300 طلب تزويد من دور النشر المشاركة بمعرض الرياض الدولي للكتاب.