وصل وفد من «منظمة المؤتمر الإسلامي» الى قطاع غزة ليل الأحد - الإثنين عبر معبر رفح الحدودي في زيارة تفقدية وتنفيذية تستغرق أياماً عدة، يرافقه عدد من الأطباء والاختصاصيين الذين سيجرون نحو 1500 عملية جراحية لمرضى وجرحى في القطاع. وتهدف زيارة الوفد، المؤلف من 27 فرداً برئاسة مدير إدارة الشؤون الإنسانية في المنظمة فؤاد المزنعي، الى تقويم الوضع الإنساني ووضع أولويات لتحسين أوضاع القطاع خلال الفترة المقبلة، وتدشين بعض المشاريع المهمة والحيوية لتحسين أوضاع الفلسطينيين في القطاع. وقال مدير مكتب منسقية غزة التابعة لادارة الشؤون الانسانية في المنظمة محمد حسنة ل»الحياة»، إن زيارة الوفد تستمر أربعة أيام، فيما سيمكث الأطباء نحو اسبوعين. وأضاف أن المنظمة تنفذ مشاريع في القطاع قيمتها أكثر من ثلاثة ملايين دولار، في حين تنفذ مؤسسات شريكة للمنظمة مشاريع قيمتها حوالى أربعة ملايين دولار اخرى. وأوضح المزنعي أن الهدف من الزيارة «تدشين بعض المشاريع الحيوية في قطاع غزة، وافتتاح مشاريع جديدة وأخرى تكميلية لمشاريع بدأت في السابق بتمويل من المنظمة أو شركائها». وقال المزنعي ل»الحياة» إن أحد أهم المشاريع يتمثل بتسليم 400 منزل لمالكيها، بعدما تمّ الانتهاء من ترميمها في أعقاب الأضرار التي لحقت بها خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة التي انتهت في كانون الثاني (يناير) 2009، وأدت الى تدمير عدد كبير من المنازل جزئياً وكلياً. وأضاف أنه سيتم الشروع في ترميم 1000 منزل آخر لحقت بها أضرار خلال الحرب على القطاع وقبلها، مشيراً الى أن المشروع يأتي استكمالاً لمشروع ترميم المنازل المدمرة الذي بدأ بترميم 300 منزل قبل فترة وتم تسليمها لمالكيها. وأشار الى «مشروع بناء القدرات» (إيفاد) الذي تموله جمعية الهلال الأحمر القطري، المتمثل بتزويد القطاع بكوادر طبية نوعية وذات قدرات عالية في مختلف التخصصات، على مدار ثلاث سنوات لإجراء عمليات جراحية معقدة، خلال زيارات يقوم بها الأطباء بالتناوب بين فترة واخرى. وأوضح أنه سيتم تدشين «مشاريع تمكين الشباب» في مختلف المجالات، بتمويل من الشيخة موزة حرم أمير دولة قطر، إضافة الى عدد من المشاريع الأخرى. وعبر المزنعي عن قلقه الشديد إزاء الحصار المفروض على غزة، والذي أدى الى تدهور الوضع الإنساني في القطاع، داعياً العالم الإسلامي والعربي لحشد الهمم من أجل فك هذا الحصار والسماح لسكان غزة بالتنقل بحرية وبسهولة. الى ذلك، يجري الوفد الطبي المؤلف من 16 طبيباً من جنسيات مختلفة عمليات جراحية معقدة بغزة خلال اسبوعين لنحو 1500 مريض مسجلين على قائمة الانتظار في كشوف خاصة، بينها عمليات جراحية في القلب وصماماته، والأوعية الدموية، والعيون وغيرها. كما سيتم افتتاح أضخم مزرعة لأشجار النخيل تضم 10 آلاف من أمهات النخيل زُرعت في وقت سابق في أراضي إحدى المستوطنات اليهودية المحررة تقع في مدينة خان يونس، وكذلك افتتاح أضخم مزرعة فواكه ومزارع لتربية الأبقار والأغنام بتمويل من «مؤسسة الرحمة العالمية» في الكويت، علاوة على تدشين عدد من آبار المياه الصالحة للشرب ضمن مشاريع التحلية، واخرى لمياه الري الصالحة للزراعة. وكذلك فتح العديد من المخابز بالعديد من مناطق القطاع. كما ستضع «مؤسسة أمان فلسطين» في ماليزيا مخططاً بالتعاون مع فرعها في القطاع لإنشاء مركز رعاية طبية، بتمويل منها وبالتعاون مع منظمة المؤتمر الاسلامي، يخدم الشعب الفلسطيني، تحت إشراف أطباء ذوي كفاءة عالية.