وصف سفير الصين لدى المملكة لي هواشين، علاقات المملكة العربية السعودية بالصين بالتاريخية والمتطورة في العصر الحديث، وأنها تاريخياً تمتد إلى جذور ضاربة في القدم. وقال أمس (الأربعاء) إن العلاقات الدبلوماسية الحديثة بين المملكة العربية السعودية و الصين تأسست في 1990 ولها حتى الآن - بحسب وكالة الأنباء السعودية - 27 عاماً، مضيفاً أنها منذ ذلك الوقت تتطور بخطى واسعة وسريعة، حتى وصلت اليوم إلى العلاقة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في شتى المجالات، التي أعلن عنها أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للمملكة مطلع 2016. وبين أن هذه العلاقة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين جاءت بعد عدد من الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، اللذين أكدا حرصهما على تناميها وتطورها. وأضاف أنه في هذا الإطار تم تأسيس لجنة رفيعة المستوى بين الجانبين عقدت اجتماعها الأول في آب (أغسطس) 2016، ترأس الجانب السعودي فيها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، فيما ترأس الجانب الصيني نائب رئيس الوزراء تشان قاو لي، وانبثقت عنها لجان فرعية عدة يمكن وصفها بالناجحة بكل المقاييس. وأشار إلى أن الزيارة التي يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى بلاده، تعد الثالثة له، فالأولى عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، والثانية عندما كان ولياً للعهد في 2014، والتقى خلالها كبار المسؤولين الصينيين، ويزورها الآن للمرة الثالثة. وقال إن الزيارة مهمة جداً ونأمل بأن تحقق الكثير من التقدم الإيجابي في العلاقات المتنامية بين البلدين، كما أنها ستعطي دفعة قوية جداً للعلاقات الممتازة بينهما. وحول الأهداف المتوقعة لزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بلاده قال السفير الصيني: يتوقع أن ينتج عن الزيارة العديد من الاتفاقات النوعية التي تخدم البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتعليمية والإنسانية والثقافية ومكافحة الإرهاب. واستعرض التبادل التجاري بين البلدين، مبيناً أن التبادل التجاري كبير جداً وأن هناك العديد من المشاريع الاقتصادية الكبيرة المشتركة بين البلدين سواء بين الحكومات أو بين الأفراد والمؤسسات والشركات وهي مشاريع ناجحة وتحقق نمواً كبيراً وتتوسع في شتى الجوانب. وحول مشروع «طريق الحرير البري والبحري» قال سفير الصين لدى المملكة: إنه مشروع ضخم جداً يبدأ من وسط الصين ويمتد عبر الصحاري والجبال الى الغرب نحو آسيا الوسطى ثم إلى المنطقة العربية، فأوروبا. ووصف الطريق بأنه ليس طريقاً للتجارة فقط، وإنما طريق لانتقال الحضارة بين القارات والدول، ويحقق الكثير من الفوائد لكل الدول التي يمر بها. وقال إن رئيس الصين شي جين بينغ طرح قبل ثلاثة أعوام مبادرة تسمى (مبادرة الحزام والطريق)، فكرتها استلهام لفكرة طريق الحرير القديم لكن بتطويره مع ظروف جديدة يستفيد الجميع منها، مبيناً أن هذه المبادرة وجدت حتى الآن تجاوب أكثر من مئة دولة أو منظمة دولية، فيما وقّعت حتى الآن أكثر من 40 دولة ومنظمة اتفاق تعاون بخصوص هذه المبادرة ومنها المملكة العربية السعودية، وهو ما ينسجم مع رؤية المملكة 2030.