كانت المشاركة النسائية سمة انتخابات مجلس الشعب المصري التي أجريت أمس لاختيار أكبر برلمان يضم 507 أعضاء، بينهم 63 مقعداً مخصصة للنساء، بعد أن سقط مقعد واحد سهواً في محافظة كفر الشيخ لم تترشح أي امرأة لشغله. ففي حي المنيب الشعبي في محافظة الجيزة، تكدست مجموعة من النسوة أمام مدرسة إبتدائية خصصت لتصويت النساء في انتظار السماح لهن بدخول اللجنة والإدلاء بأصواتهن، وفي الجهة المقابلة اصطف مئات الرجال أمام مخبز يبيع الخبز المدعم في انتظار الحصول على بضعة أرغفة من الخبز. ويقول إبراهيم حسين ساخراً من المعاناة في طابور الخبز: «نساؤنا اخترن اليوم طابور الانتخابات وتركن لنا طابور الخبز». وهو لا يرى فائدة في الانتخابات فنتائجها محسومة من وجهة نظره، «لكن النساء تعصبن لبني جلدتهن، وجئن داعمات لمرشحات الكوتة». وتشكو مندوبة مرشحة «الإخوان المسلمين» سحر محمد علي التي وقفت أمام اللجنة «اضطهاد» مندوبي مرشحة الجماعة في الدائرة آمال عبدالكريم. وتؤكد أنها ورفيقاتها يحملن توكيلات رسمية من مرشحة الجماعة موثقة من الشهر العقاري، وعلى رغم ذلك لم يسمح لهن بدخول اللجان «بحجة أن هذه التوكيلات ليست موثقة في قسم الشرطة». وعلى رغم محاولاتها المتكررة، لم تيأس مندوبة مرشحة «الإخوان»، ولجأت في النهاية إلى الاتصال بمندوبة لأحد مرشحي الحزب الوطني الحاكم داخل اللجنة تستعطفها أن تفعل «ما يرضاه ضميرك... فالله رقيبي ورقيبك». وترى علي أن الخروج إلى الانتخابات «واجب وتكليف لكل مسلم ومسلمة، فالصوت الانتخابي أمانة سيسألنا عنها الله»، مؤكدة أن «مرشحي الجماعة سيحالفهم الفوز إن توافرت النزاهة». ولوحظ تنسيق لافت بين مندوبي «الإخوان»، إذ حمل كل واحد منهم قائمة تضم عدداً من الناخبين المكلف بحشدهم وتوصيلهم إلى مقار لجانهم الانتخابية، وكذلك حشدت النساء «أخواتهن لدعم الإصلاح». وفي دائرتي الصف في محافظة حلوان والعياط في محافظة 6 أكتوبر، لوحظ حضور نسائي كثيف أمام مقار اللجان الانتخابية، حيث ينافس مرشحان من «الإخوان» مرشح «الوطني» في دائرة الصف وثلاثة مرشحين من الحزب الحاكم في دائرة العياط. ويشكو محمد مرتضى مندوب مرشح «الإخوان» على مقعد العمال عزب مصطفى من التضييق على مندوبي مرشحي الجماعة. وقال إن أجهزة الأمن أخرجته من الدائرة الانتخابية على رغم حصوله على توكيل من مرشح «الإخوان». وتكدست النسوة أمام اللجنة التي وقف أفراد من الشرطة على بابها لمنعهن من الدخول للإدلاء بأصواتهن في شكل جماعي، وسمحوا لهن بالدخول فرادى، ما اعتبره مرتضى «محاولة لمضايقة الناخبين لدفعهم إلى مغادرة المقر الانتخابي من دون التصويت». وسعى مرتضى جاهداً إلى إقناع الناخبات بالانتظار «للحصول على حقهن في انتخاب من يمثلهن». وتكرر المشهد ذاته أمام مدرسة أخرى قريبة، حيث فاقت تجمعات النسوة بمراحل تجمعات الرجال، وكلهن إصرار على الإدلاء بأصواتهن. ولم يغب «بلطجية الانتخابات» عن المشهد فأمام مقر اللجنة تقف مجموعة من السيارات النقل محملة بجحافل من حملة الشوم والعصي متأهبة لأي اتصال من مستأجرها للتدخل إن اقتضى الأمر، وهو ما دفع المرشح المستقل على مقعد الفئات أحمد عبدالمجيد إلى الانسحاب من أمام اللجنة بعد أن طالب ضباط الشرطة بالقبض على هؤلاء البلطجية «كي لا يكدروا صفو العملية الانتخابية». وشكا رفض مسؤولي اللجنة الانتخابية إدخال مندوبيه. وقال: «هذه مسرحية لا عملية انتخابية».