اعتبرت المعهد العربي - الأميركي دائماً بين أنجح مراكز الفكر التي تشرح القضايا العربية للأميركيين وتدافع عنها وتسعى الى التوفيق والحوار، ورئيسه جيم زغبي، اللبناني الأصل، من نجوم العمل العربي في واشنطن، وقد نذر نفسه منذ عقود لهذا العمل فلم يكلّ أو يملّ، وإنما لا يزال يعمل بهمة الشباب منذ عرفته في العاصمة الأميركية في أوائل الثمانينات وحتى الآن. لا أحتاج الى أن أزيد، فجريدة «واشنطن بوست» نشرت في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 تحقيقاً عن الرجل وعمله لا يترك زيادة لمستزيد، وإنما بدأت بجيم زغبي بعد أن قرأت دراسة أصدرها المعهد عنوانها «تحليل لأسماء مختارة من قيادة الكونغرس ال112» وجدت أنها تستوفي ما سجلت في اليومين الماضيين عن الوضع السياسي الأميركي المتغير بعد الانتخابات النصفية. ولا فضل لي في التالي سوى في الاختيار والترجمة باختصار ناقلاً عن جهد المعهد العربي - الأميركي، مع زيادة تعليقات من عندي رداً على فجور بعض المشترعين الأميركيين. بالنسبة الى مجلس النواب الحالي الذي تنتهي مدته في كانون الثاني (يناير) الرئيس هو نانسي بيلوسي، ورئيس الغالبية هو ستيني هوبر، وسيخلف هذين الديموقراطيين جون بونر رئيساً لمجلس النواب، وإريك كانتور رئيساً للغالبية الجمهورية. بونر شارك بيلوسي في رعاية تشريع أيد حرب إسرائيل على قطاع غزة، ورعى تشريعاً يطالب بإلغاء تقرير غولدستون الذين سجل الجرائم الاسرائيلية في القطاع، كما أيّد هجوم إسرائيل الهمجي على أسطول السلام. وهو قال أخيراً ان اسرائيل «جزيرة حرية يحيط بها بحر من الاضطهاد والكره». وأقول إن إسرائيل دولة فاشستية، دولة لصوص اخترعوا ديناً ليسرقوا فلسطين من أهلها، وان كل من يؤيدها شريك في جرائمها. كانتور، بصفته رئيس الغالبية، سيصبح في أعلى منصب لنائب يهودي في تاريخ الكونغرس. وهو بحكم هذا المنصب سيكون صاحب تأثير كبير في السياسة الخارجية. وكان قابل بنيامين نتانياهو خلال زيارته واشنطن أخيراً ووعده بأن يقف الكونغرس في وجه سياسة إدارة أوباما، أي انه أيد سياسياً أجنبياً ضد رئيس بلده. وقد طالب كانتور بوقف المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، وقطع المساعدات عن الفلسطينيين، ويعارض بشدة سياسة الرئيس أوباما في الشرق الأوسط. أقول إنه أخطر أعداء «بلاده»، فتأييد إسرائيل الأعمى زاد الكره للولايات المتحدة حول العالم، وتمكين اسرائيل من سرقة دافعي الضرائب الأميركيين، حتى في زمن أزمة مالية، (تتلقى سنوياً بلايين الدولارات والفقراء الأميركيون بأمسّ الحاجة إليها) جريمة دائمة يرتكبها الليكوديون أصحاب الولاء لإسرائيل. بالنسبة الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب فالرئيس الحالي هو هوارد بيرمان والرئيس القادم هو ايليانا روس - تاتينين، وكلاهما يمثل إسرائيل في الكونغرس قبل الولاياتالمتحدة. والنائبة (المصيبة كما قلت دائماً) من فلوريدا تريد وقف المساعدات الأميركية للفلسطينيين، وطرد ممثلي منظمة التحرير من الأراضي الأميركية، ونقل السفارة الأميركية الى القدس، بل انها قدمت تشريعاً لإلغاء وكالة الغوث (أونروا). أقول إنه إذا كان القارئ يرى كانتور متطرفاً حقيراً فهو سيجد روس - تاتينين في حقارته أو أحقر، وكلاهما نموذج للتطرف الليكودي ضد المصالح الأميركية. وبما أن البديل من السلام مع الفلسطينيين هو حروب أخرى فإن أمثال هؤلاء يسيرون في طريق قتل مزيد من اليهود والفلسطينيين لأن لا خيار ثالثاً هناك. بالنسبة الى اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وجنوب آسيا فالرئيس الحالي هو غاري اكرمان والرئيس القادم هو دان بيرتون، وهذا إسرائيلي آخر يدعي أنه أميركي فقد أيد اسرائيل وكل حرب شنتها، كما أيد الهجوم على أسطول السلام الذي قتل دعاة سلام بينهم أميركي، كما وقّع رسالة تنتقد موقف أوباما من الاستيطان في القدسالشرقية. أقول لنواب إسرائيل في الكونغرس إنهم يشجعون على الموت لا على السلام، وإن دماء اليهود ستكون على أيديهم مع دماء الفلسطينيين والعرب والمسلمين، فإسرائيل دولة إرهابية، وكل إرهاب من الجماعات الإسلامية المتطرفة تبع إرهابها وممارسوه يبررونه بجرائم إسرائيل، فهي أم الإرهاب وأبوه في الشرق الأوسط والعالم. واخترت من تحليل المعهد العربي - الأميركي ما يهم قارئ هذه الزاوية، إلا أن النص بالإنكليزية مكتمل ويشمل لجاناً أخرى. فأختتم بتثمين عمل المركز ورئيسه جيم زغبي، وأدعو الى دعم كل جهد لإحلال السلام محل المواجهة والحوار بدل الصراع. [email protected]