اعلنت وزارة الداخلية العراقية اعتقال القائد العسكري لتنظيم «القاعدة» في بغداد وعدد من قيادات التنظيم المسؤول عن ارتكاب سلسلة مجازر ابرزها الهجوم على كنيسة «سيدة النجاة» وسط بغداد. وبينما كشف مطلعون عن خلافات تعصف بتنظيم «القاعدة» في العراق على خلفية ما اعتبر «نقض عهد المهاجر للمسيحيين» كان لصدور اعلان اعتقال الخلية في بغداد، عن وزارة الداخلية العراقية بدلاً عن قيادة عمليات بغداد المختصة بمثل هذا النوع من الاعلانات، دلالات على مستوى توقع حدوث تغييرات في الهياكل الامنية العراقية بعد تشكيل الحكومة، التي توقع رئيس الوزراء نوري المالكي اعلانها قبل منتصف الشهر المقبل. واعلنت مصادر في وزارة الداخلية، ابرزها مدير الشؤون الداخلية في الوزارة احمد ابو رغيف، اعتقال مجموعة تتكون من 12 عنصراً من تنظيم «القاعدة»، بينهم القائد العسكري الجديد للتنظيم في بغداد حذيفة البطاوي. واضاف ان «القوات الامنية ضبطت خلال عملية الاعتقال 5 مصانع لتفخيخ السيارات ولترتيب العبوات والاحزمة الناسفة اضافة الى 6 اطنان من المتفجرات ومجموعة من قناني المواد السامة». واشارت مصادر الداخلية العراقية الى ان العملية التي تمت في منطقة المنصور غرب بغداد وادت الى مقتل القيادي في التنظيم «ابو عمار النجادي». ويُعتقد بان البطاوي هو خليفة قائد التنظيم السابق في بغداد مناف الراوي الذي اعتقل في آذار (مارس) الماضي، وقالت الشرطة العراقية ان اعتقاله قاد الى مقتل قائدي تنظيم «دولة العراق الاسلامية» «ابو عمر البغدادي» و»ابو ايوب المصري» الملقب ايضا ب»ابو حمزة المهاجر». وذكرت مصادر مطلعة ومقربة من المجموعات المسلحة العراقية ان تنظيم القاعدة شهد منذ عملية اقتحام كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد قبل اسابيع سجالات حادة حول وضع المسيحيين في العراق. وشهدت منتديات الكترونية مقربة من «القاعدة» صدامات بين طرفين احدهما يدافع عن مبدأ تحليل دم المسيحيين، والآخر يتهم قادة التنظيم الجدد بنقض عهد مكتوب كان «ابو حمزة المهاجر» الذي لقي حتفه في منطقة الثرثار بداية العام، منحه لمسيحيي الموصل في مقابل دفع «الجزية». وكشفت حوارات عناصر «القاعدة» عن عودة التوتر بين التنظيم ومجموعات مسلحة سنية اخرى كان عقد معها هدنة اخيراً على خلفية استهداف المسيحيين الذي رفضته غالبية المجموعات المقربة من القاعدة و»المتناحرة» معها. وتحدثت المصادر عن ان التنظيم وضع نفسه امام مرحلة تُشبه ما حدث العام 2007 عندما انتفضت مجموعات مسلحة وعشائر سنية ضده في الانبار وعدد من المدن، ونتج عنها لاحقا ما سمي ب»مجموعات الصحوة» على خلفية اعلان زعيم التنظيم «ابو مصعب الزرقاوي» الحرب على شيعة العراق. وذكرت ان التنظيم في طريقه الى صدامات مفتوحة مع العشائر السنية في العراق على خلفية استمراره في عمليات توصف بان تستهدف تأجيج الفتن الطائفية والدينية عبر استهداف الشيعة والمسيحيين. وكانت المصادر الامنية تحدثت عن ان «التحقيق الاولي مع البطاوي، واصوله من دولة عربية مجاورة كشف عن تورطه بالهجمات التي طاولت مناطق عدة في بغداد من بينها عملية اقتحام كنسية سيدة النجاة في الكرادة واستهداف مكتب قناة «العربية» في المنصور واقتحام البنك المركزي ومحاولة تفجيره واستهداف سوق الصاغة في البياع وجرائم اخرى نفذت خلال الشهور الاخيرة». وقال مصدر امني ان «تغييرات جذرية ستشمل جميع القوى الامنية والعسكرية المسؤولة عن ضبط امن العاصمة بغداد وهو ما ستفرزه الايام المقبلة». وكانت تسريبات اشارت في وقت سابق الى نية المالكي احداث تغييرات في آلية العمل الامني ولم تستبعد حل قيادة عمليات بغداد واحالة المسؤولية الامنية الى وزارة الداخلية. وكان المالكي اكد في مؤتمر صحافي امس التزامه التعهدات والاتفاقات التي ابرمها مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة خصوصا ما يتعلق بتشكيل «مجلس السياسات الاستراتيجية».