علمت «الحياة» أن رئيس «مركز ابن خلدون للدّراسات الإنمائية» أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتور سعد الدين إبراهيم يستعد للعودة إلى مصر، بعد إلغاء حكم بحبسه سنتين أمس وتبرئته من تهمة «نشر أخبار كاذبة من شأنها الإساءة إلى سمعة البلاد في الخارج». وأكد إبراهيم أنه يفكر جدياً في العودة إلى القاهرة بعد نهاية العام الدراسي في الولاياتالمتحدة حيث يعمل أستاذاً زائراً في جامعة «هارفرد». وقال ل «الحياة» في اتصال هاتفي: «سأعود إلى القاهرة إذا أكد لي المحامون عدم وجود قضايا مرفوعة ضدي، خصوصاً أن هناك بلاغاً آخر ينظر الآن أمام النائب العام في شأن الاتهامات نفسها. إذا حُفظ البلاغ ولم يعرض على المحكمة، سأطالب إدارة جامعة هارفرد بعدم استكمال عقدي الذي يمتد عاماً آخر، لأستقر في القاهرة». ورفض الربط بين الحكم وما يتردد عن ضغوط أميركية للعفو عنه، مؤكداً أنه بريء من التهم المنسوبة إليه. وقال: «القضاء المصري مستقل. ورأى براءتي من هذه التهم العبثية، لذلك أصدر حكمه». وأشار إلى أنه سيستأنف نشاطه بعد عودته إلى القاهرة، «فنشاطي غير مرتبط بحكم، وقضيتي هي الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان». وأعرب عن أمله في أن يكون الحكم «بداية لمرحلة مصالحة بين النظام والمعارضة كلها». وبرأت محكمة جنح مستأنف الخليفة (جنوبالقاهرة) إبراهيم أمس من تهمة «نشر أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام والإساءة إلى سمعة مصر في الخارج»، وألغت حكماً بالسجن عامين مع الشغل كانت محكمة جنح الخليفة (أول درجة) أصدرته بحقه، كما رفضت الإدعاء المباشر، بشقيه المدني والجنائي، في القضية التي حركها محاميان ينتميان إلى الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم. ورأت أن حكم محكمة أول درجة «وقع بالمخالفة لنص مادتين في قانون العقوبات تنصان على عدم جواز إقامة الادعاء المباشر في مثل الجرم المنسوب إلى إبراهيم، وأن الأفعال والجرائم التي نسبت إلى سعد الدين إبراهيم وقعت في الخارج. وفي هذه الحال، فإن النيابة العامة وحدها تكون هي المختصة بتحريك الدعوى، وليس الأفراد العاديين عبر الادعاء المباشر». وقالت مصادر وثيقة الصلة بإبراهيم إنه سيعود إلى القاهرة خلال أيام، غير أن مصادر أخرى قالت إن العودة ستتأخر قليلاً إلى حين إنهاء أعماله في الولاياتالمتحدة، ولتجنب الربط بين عودته وزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى القاهرة المقررة في 4 حزيران (يونيو) المقبل. وأكد رئيس فريق الدفاع عن إبراهيم المحامي هشام طلعت ل «الحياة» أن موكله «غير مدان أمام القضاء بعد رفض دعاوى عدة رفعت بحقه»، مشيراً إلى أنه «يستعد للعودة إلى القاهرة قريباً». وأوضح أن «الحكم نهائي ولا يمكن الطعن عليه من أي جهة، لذلك فإن حكم السجن الذي صدر من محكمة أقل درجة يعد في طي النسيان».