انتقد «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم أمس إعلان تحالف للمعارضة السودانية اتفاقه على مرشح واحد لمواجهة الرئيس عمر البشير في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، معتبراً أن الخطوة «تهريج سياسي ومؤامرة لخلق فوضى تفتح الباب أمام تدخل اجنبي في شؤون البلاد». وعقدت قيادات من 17 حزباً، أبرزها «الأمة القومي» بقيادة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، و «المؤتمر الشعبي» بزعامة الدكتور حسن الترابي، و «الشيوعي» بزعامة محمد إبراهيم نقد، اجتماعاً كان لافتاً فيه مشاركة ممثلين ل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تشارك في السلطة. وشدد التحالف على «عدم شرعية» الحكومة الحالية بحلول 8 تموز (يوليو) المقبل وفق نص الدستور، ودعا إلى تشكيل حكومة انتقالية لمعالجة أزمات البلاد وضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال الناطق باسم تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى في مؤتمر صحافي إن «الخيارات مفتوحة أمام المعارضة لمقاومة الوضع غير الديموقراطي» الذي تسبب به الحزب الحاكم. وهدد بمقاطعة الانتخابات في حال لم تستجب الحكومة لمطالبات المعارضة بتغيير القوانين المقيدة للحريات وعدم استثناء دارفور من الانتخابات والموافقة على رقابة دولية. وأضاف أن «الاستحواذ الكامل على السلطة من قبل المؤتمر الوطني أمر مرفوض»، واصفاً الحزب بأنه «غير مؤتمن» على إجراء الانتخابات على الإطلاق، «لأنه يريد أن يجري الانتخابات بطريقته من أجل أن يأتي هو إلى السلطة مجدداً». لكن الحزب الحاكم رفض دعوة المعارضة إلى تشكيل حكومة انتقالية، واتهمها بممارسة «تهريج سياسي»، ورأى أنها تخشى العملية الانتخابية «بسبب تراجع جماهيريتها لدى الشعب». وقال المسؤول السياسي في «المؤتمر الوطني» مندور المهدي إن أحزاب المعارضة «تخشى العملية الانتخابية والتنافس لأنها تعلم أنها تعاني من ضعف شديد في بنيتها وكسبها للجماهير، وهي تخشى إن دخلت الانتخابات أن يتسيد حزب المؤتمر الوطني المرحلة المقبلة». وأضاف أن «أي انتخابات تجرى في أي دولة في العالم لا تقتضي أن يتبدل الحزب الحاكم فيها، لكن المهم هو ضمان حياد ونزاهة الآلية التي تشرف على الانتخابات». وتحدى المعارضة بخوض الانتخابات «إذا كانت تمتلك الشعبية الكافية». أما عن رفض حزبه دعوة المعارضة إلى تشكيل حكومة انتقالية، فقال المهدي إن «المطالبين حاولوا سابقا تغيير النظام بكل الوسائل... حاولوا بالحرب والحصار والاستعانة بالأجنبي وعبر المحكمة الجنائية الدولية، لكن كل هذه المحاولات فشلت». وفي سياق متصل، (أ ف ب) أعلن الناطق باسم «الحركة الشعبية» يين ماثيو وقوع محاولة اعتداء فاشلة على مقر الحركة في الخرطوم عندما حاول شخصان تفجير قنبلة، لكن فتيلها لم يعمل. وأكد أن رجلين وضعا القنبلة أمام باب المقر صباح أمس، وسمع احد الحراس نباح كلب فتنبه واقترب من الرجلين ففرا على الفور ونزعا الفتيل لكنه لم يؤد إلى انفجار القنبلة. وأضاف أن «الفتيل لم يكن مربوطاً جيداً بالمادة المتفجرة الموجودة داخل العبوة، لكنه أحدث دوياً كبيراً عند نزعه».