انطلق مهرجان «مصر الدولي الثاني» للفنون الرقمية من «درب 1718» في ضاحية مصر القديمة (جنوبالقاهرة) تحت عنوان «الشفرة والهوية» بهدف «توظيف الإمكانات التكنولوجية الرقمية التي يرمز لها ب «الشفرة» في قضايا الهوية باعتبارها غرضاً رئيسياً للأعمال الفنية»، وتستمر نشاطات المهرجان المتنوعة بين معارض فنية وورش تأهيلية ونقاشات حول إشكالات تواجه ذلك الفن في مصر، حتى 16 آذار (مارس) الجاري. وفي الوقت الذي ترسخت فيه الفنون الرقمية باعتبارها وسيطاً رئيسياً للفن يوظفه المبدع لتنفيذ أفكاره اتساقاً مع الطفرة التكنولوجية، «يعاني المجال في مصر تأخراً على المستويين الأكاديمي والتطبيقي، بل ما زلنا أمام إشكالية تجاوزها العالم كله منذ عقود حول اعتبار ذلك النوع فناً من عدمه»، وفقاً لمديرة المهرجان وئام المصري التي اعتبرت ذلك المهرجان ملبياً لحال تعطش يعانيها المهتمون بتلك الفنون في مصر. وأضافت المصري ل «الحياة»: «عدد محدود للغاية من الجامعات الخاصة في مصر التفت إلى ذلك الفن وخصص أقساماً علمية له، منها قسم الفن والتصميم في جامعة السادس من أكتوبر الذي يهدف إلى إعداد فنان متخصص في ذلك المجال قادر على تطبيق الوسائل البرمجية على أرض الواقع، بخلاف الجامعات الحكومية المتخصصة في المجالات التكنولوجية التي تلقن الطلاب تلك البرامج من دون تدريبهم على التطبيق، وهنا يقع العبء على الطالب المهتم بالبحث عن ورش عمل مجتمعية تقدم مثل تلك الأنواع من الخبرات، وهو ما يفسر التأخر المصري في ذلك المجال الذي تشتهر منه «الرسوم المتحركة- ألعاب الغيم- البرامج التفاعلية». تتضمن نشاطات المهرجان عدداً من الورش التأهيلية يشارك فيها متخصصون من اليابان والنمسا وسويسرا، إضافة إلى ورشة ميدانية للأطفال والمراهقين بالتعاون مع مبادرة «مجاورة والأثر لنا» في ضاحية مصر القديمة لتعليم الأطفال طريقة التقاط صور احترافية وإعداد أفلام قصيرة بواسطة الهواتف، ويعرض الناتج خلال الاحتفال الختامي للمهرجان الذي استطاع عقد شراكات مع جهات أجنبية على رأسهما مدرسة الفنون البصرية في نيويورك التي شاركت في المهرجان عبر أفلام رسوم متحركة من إنتاجها. انطلق مهرجان الفنون الرقمية للمرة الأولى عام 2013 من خلال اقتراح تقدمت به مؤسسة خارج الدائرة المجتمعية، فيما تنطلق الدورة الحالية برعاية رسمية من المؤسسة الثقافية السويسرية في القاهرة، وبالتعاون مع «صندوق الصناعات الإبداعية» الهولندي و «مؤسسة اليابان» والسفارة النمسوية في القاهرة والسفارة الألمانية ومعهد غوته في القاهرة، ومدرسة الفنون البصرية في نيويورك، وغاليري «ايزل اند كاميرا» للفنون المعاصرة، في محاولة لدفع الفنون الرقمية التي يقوم إنماؤها على جهود ذاتية لبعض الفنانين، وعلى رأسهم خالد حافظ وشادي النشؤاتي اللذان يحلان على المهرجان ضيفي شرف «تقديراً لجهودهما في إنشاء مدارس فنية تسعى إلى إخراج جيل من الفنانين المعنين بالفنون التقدمية» وفقاً للمصري.