بشوق بالغ، ينتظر عقيل علي، إعلان صندوق التنمية العقاري، عن دفعة جديدة من أسماء مستحقي القروض، وما ان تُعلن دفعة حتى يسارع إلى اقتناء صحيفة، لقراءة الخبر. ويعلم عقيل المتقاعد من الأمن العام منذ سنتين، ان اسمه «لن يكون ضمن هذه الدفعة، أو حتى الدفعة التي تليها» بحسب قوله. ولكنه يسعى لمعرفة آخر رقم وصلت إليه محافظة النعيرية، التي يسكنها، ليقارنه برقمه. وبعد عملية حسابية بسيطة، يردد «لا زال المشوار طويلاً جداً». ومضى على تقدم عقيل لصندوق التنمية العقاري، أكثر من 14 سنة. ولم يصل دوره حتى الآن. ويقول: «كنت موظفاً عسكرياً عند تقديمي لصندوق التنمية العقاري. وكنت أقول في نفسي حينها: سأحصل على القرض من الصندوق قبل تقاعدي، وسيساعدني مرتبي مع القليل الذي ادخرته على الوفاء ببعض متطلبات البناء، والذي لن يكفيه قرض صندوق التنمية، إذ سأحتاج على الأقل إلى مئة ألف ريال، إضافة إلى القرض». ولكن عقيل تقاعد منذ سنتين، ولم يحصل على القرض. ويضيف «على رغم الدعم اللا محدود الذي يحصل عليه الصندوق، ولكنه يسير سير السلحفاة». ويشير عقيل الذي يسكن وأسرته في منزل مستأجر»، إلى ارتفاع الإيجارات «في شكل جنوني»، إذ لا تجد شقة بأقل من 18 ألف ريال، فكيف تكون حال من لديه عائلة كبيرة. ويحتاج إلى بيت كبير، فهل يكفيه 30 ألفاً حتى يؤمّن مسكناً لعائلته. فيما راتبه التقاعدي لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال»، مضيفاً «استبشرنا خيراً بصدور الأمر السامي، الذي أقرّ بتحديد قرض الصندوق ب300 ألف ريال، وإسقاط شرط تملك الأرض عند تقديم القرض للصندوق، ما يساعد الشبان الذين لا يملكون أرضاً على التقدم وحجز دور في الصندوق». وتمنى من المسؤولين في الصندوق «زيادة القروض المخصصة لمحافظة النعيرية، وتوابعها أسوة في محافظات المنطقة الشرقية». وأثار إعلان الدفعتين الأخيرتين، من أسماء المستفيدين من قروض الصندوق في النعيرية وتوابعها من المراكز والهجر، الذي يُقدر عددها ب27، جدلاً بين الأهالي، بعد أن نالت المحافظة نصيبها بواقع 20 مواطناً فقط، استحقوا قروضاً عقارية في الدفعة الواحدة. وغالبيتها للمراكز والهجر التابعة للمحافظة. وكان آخرها الدفعة الخامسة، التي لم تتجاوز 15 قرضاً. على رغم أن المواطنين استبشروا خيراً بداية هذا العام، في الدفعتين الأولى والثانية، بتخصيص 40 قرضاً للمواطنين في النعيرية وتوابعها. وطالب الأهالي ب«المساواة» في صرف القروض بين المحافظات، لكثرة عدد سكان النعيرية والمراكز والهجر التي تتبع لها. ويقول خالد الشمري، الذي لا يزال على قائمة الانتظار في الصندوق: « تعتبر النعيرية من أكبر محافظات الشرقية لناحية المساحة، ويتبعها 27 مركزاً وهجرة، ويزيد عدد سكانها كل عام. لكنها لا تزال تعاني من مشكلة ندرة توافر المساكن، الناجمة عن قلة العدد المخصص لها، وقلة توافر القروض العقارية». وأشار إلى دهشته عند صدور أسماء المستحقين في الدفعتين الخامسة والرابعة، من «قلة وانخفاض عدد المستحقين، بخلاف ما كانت عليه الحال في الدفعتين الأولى والثانية، الذين تجاوزوا في الدفعة الواحدة 40 قرضاً. وكان عددهم في الخامسة 15 قرضاً. وهذا عدد غير مرضٍ. ولو وزعت هذه القروض على عدد المراكز والهجر لوُجد عجز واضح. ولم يتم شمول هذه الهجر بالقروض، إذ تم توزيع مخططين في المحافظة خلال الأعوام القليلة الماضية. وذلك لم يشفع لها عند صندوق التنمية العقاري».