في الوقت الذي تبرز فيه الرياضيات كمادة حيوية لها علاقة مباشرة بالمجتمعات والشعوب، تعاني مدرسة ابتدائية في حي العقيق في مدينة الرياض من عدم وجود مدرس رياضيات متخصص، على رغم مضي نحو شهرين على بداية الدراسة، ما أوقع طلابها في حرج مع قرب التقويم وتوزيع السجلات، وجعل مكتب إشراف الدرعية، الذي أكد مديره أن الوزارة لا تهتم بتعيين المدرسين في تخصصاتهم في المرحلة الابتدائية، يكلف مدرساً من خارج المدرسة لسد الحاجة. وقال أحد أولياء أمور طلاب مدرسة ابن دريد الابتدائية علي الفايز: «مضى على بداية الدراسة نحو شهرين واقتربت فترة بداية الامتحانات، وإلى الآن لم يحضر مدرس الرياضيات لتدريس الطلاب، ما سيؤثر في نتيجة ابني وتحصيله العلمي، وحينما راجعت المدرسة شخصياً للتحقق من الأمر صدمت من الوضع الهزلي الحاصل وعدم التقيد بالنظام، فاتجهت لمكتب المدير ولم أجده حاضراً، وأخبرني أحد العاملين في المدرسة أنه يحضر لمدة ساعة أو ساعتين وينصرف». وأضاف: «عند توجهي لمسؤول آخر ذكر أنه خاطب مكتب الإشراف ولكن لم يحدث أي جديد، إذ لا يوجد لديهم سوى معلمين لتخصص الرياضيات، الأول لم يحضر إلى الآن، والآخر مريض، وعندما سألته عن الاختبارات وهل سيتم تأجيلها لعدم حضور المدرس، فأجاب أنها لن تتأجل، فهم يسيرون على خطة الوزارة الدراسية». وأوضح مدير مكتب الإشراف بالدرعية الدكتور عيسي الضفيان أن المكان الشاغر للمعلم السابق الذي طلب إجازة اضطرارية لعلاج زوجته سُدَّ بمدرس مكلف بتدريس مادة الرياضيات قبل نهاية إجازة عيد الأضحى بثلاثة أيام، وأنه سيباشر عمله مع بداية الدراسة، مشيراً إلى أن سبب التأخير يعود إلى أن المدرسة تعاني مشكلات إدارية بتوزيع الجدول من مدير المدرسة الذي لديه مشكلة بتكليفه. وأضاف أن المدارس الابتدائية غالباً لا يكون التخصص فيها مطلباً أساسياً لتدريس المادة، وأنه عادة يكون لكل مدرسة ابتدائية مدرسان الأول للصفوف الثلاثة الأولى والآخر للصفوف الثلاثة الأخيرة، مشيراً إلى أن الوزارة لا تهتم بتعيين المدرس المتخصص في المرحلة الابتدائية، وأنهم في مركز الإشراف يتعاقدون مع المرحلتين المتوسطة والثانوية لتدريس بعض المواد العلمية، ولا يلتفتون للمرحلة الابتدائية التي قد تشغل بمدرسين من أي تخصص.