أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أنه في أعقاب انهيار «التحالف الاستراتيجي» بين إسرائيل وتركيا على خلفية الهجوم الدموي الذي نفذته البحرية الإسرائيلية على قافلة السفن التركية المتضامنة مع قطاع غزة نهاية أيار (مايو) الماضي والذي حصد أرواح عشرة من الأتراك، أخذ يتبلور في الفترة الأخيرة تحالف استراتيجي جديد بين إسرائيل واليونان وبلغاريا في مركزه تعاون استخباراتي وتدريبات عسكرية مشتركة، ومئات آلاف السياح. واعتبرت الصحيفة «تحالف البلقان» الجديد أهم عمل تقوم به حكومة بنيامين نتانياهو «إزاء التوتر في العلاقات بينه وبين الإدارة الأميركية، والفتور في علاقات غرب أوروبا مع إسرائيل، والقطيعة بين العالم العربي وإسرائيل». وتابعت أن الأشهر الأخيرة شهدت توثيقاً عميقاً في العلاقات بين إسرائيل وكل من اليونان وبلغاريا وقبرص ورومانيا وصربيا ومونتينيغرو ومقدونيا وكرواتيا، «وجميعها تشارك إسرائيل قلقها من التطرف في تركيا وتغلغل الجهاد الإسلامي، وترى إمكانات كبيرة للتعاون الأمني والتكنولوجي والاقتصادي معها». وأشارت الصحيفة إلى الزيارة التي قام بها لبلغاريا قبل شهر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (موساد) مئير داغان ولقائه رئيس الحكومة البلغارية بويكو بوريسوف جاءت في إطار تعزيز العلاقات، وذكّرت بالبيان الصادر عن الزيارة الذي حمل إعراب الجانبين عن ارتياحهما لحجم التعاون و«العمليات المشتركة الناجحة لأذرع الأمن البلغارية والإسرائيلية». وأشار ديبلوماسي إسرائيلي إلى أن بوريسوف كان أعرب خلال لقائه نتانياهو في القدسالمحتلة مطلع العام عن رغبته في توثيق التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل «بعد أن أدرك حجم الخطر التركي على بلغاريا التي كانت تحت الحكم العثماني لنحو 500 عام». كما اقترح رئيس الحكومة البلغارية على نظيره الإسرائيلي أن يجري سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات في أجواء بلغاريا وفي قواعد عسكرية، وأن هذه التدريبات ستجري قريباً. وقال السفير الإسرائيلي في صوفيا نوح غالغندلر للصحيفة إن بلغاريا معنية بالاستفادة من «الهايتك» الإسرائيلي ومن جذب مئات آلاف السياح الإسرائيليين الذين هجروا تركيا الصيف الماضي. وأضاف إن رئيس الحكومة البلغارية شخصياً قرر وضع إسرائيل في رأس سلم أولوياته «وهو معني بقطار اقتصادي جديد يمكن أن يحققه الهايتك الإسرائيلي». ووفقاً للديبلوماسي الإسرائيلي، فإن رئيس الحكومة اليونانية يورغوس بباندريو كان هو أيضاً شخصياً وراء التوجه الجدي لتعزيز العلاقات بين بلاده وإسرائيل، وأنه اتخذ قراراً واضحاً بتغيير سياسة اليونان «الموالية للعرب منذ 60 عاماً، بعد أن خاب أمل اليونان من غياب استثمارات عربية فيها»، فقرر توثيق العلاقات مع إسرائيل، ما انعكس أخيراً في تغيير نمط التصويت في الأممالمتحدة في قضايا تخص إسرائيل. وأشار إلى أن توثيق العلاقات مع اليونان يتطرق هو أيضاً أساساً للمجالات الأمنية والاقتصادية والسياحية. وأضاف أن تبادل الزيارات بين مسؤولين إسرائيليين ويونانيين في شكل غير معهود سابقاً، يعكس عمق التحول في العلاقات تماماً كما يعكسه اختيار إسرائيل شخصية ديبلوماسية رفيعة لمنصب سفيرها في أثينا، مضيفاً أن «البلدين سيقطفان ثمار هذا التعاون».