لطالما كانت نيسان ألتيما خياراً مميزاً لزبائن فئات السيدان المُدمجة منذ إطلاقها للمرة الأولى عام 1992، قبل أن ينمو حجمها لتنافس فئات عروض السيدان متوسطة الحجم مع بداية الألفية الجديدة. ولطالما اعتلت ألتيما قائمة عروض نيسان الأعلى مبيعاً، لا سيما في السوق الأميركية، نظراً لسهولة قيادتها ومقصورتها المريحة وأدائها المثير، وقيمتها العالية. لكن، خلال أجيالها الخمسة، لم تستطع ألتيما التفوّق على اللاعبين الأساسيين في فئة السيدان متوسطة الحجم، ما أغرى الصانع الياباني لإخضاع الجيل الخامس من موديله المفضّل الذي أطل للمرة الأولى من نافذة معرض نيويورك الدولي عام 2012، إلى تحسينات وتغييرات جذرية. وعلى رغم أن «تحسينات منتصف العمر» نادراً ما تأتي بتغييرات ملموسة على صعيد التصميم، إلا أن ألتيما الأحدث جاءت استثناء للقاعدة، وربما يتعلّق الأمر بالتحديثات الشاملة التي استفادت منها منافساتها. ولكن، في الإجمال، تحاول نيسان أن تنتهج إستراتيجية مميزة قائمة على إضفاء مظهر جديد على موديلاتها كلها. وتبدأ الفئة السعرية لألتيما 2017 ب 80623 ريالاً سعودياً للفئة القياسية S 2.5، وتصل إلى 108373 ريالاً لفئة SL الأعلى تجهيزاً. على مدار السنوات الماضية، كانت ألتيما واحدة من السيارات الأكثر جاذبية في فئتها، وقد حافظت على طلّتها الحادة والأكثر حيوية، لذا جاء المقدّم والمؤخر مميزين، بينما توفّر الجوانب أبعاداً قياسية جيدة مقارنة بتلك الفئة من السيارات، لا سيما حول عمود C. وفي الموديل الجديد حسّنت المقومات السابقة أكثر وأكثر، إذ تخلّت ألتيما عن طلتها «الاعتيادية» من أجل مظهر أكثر جاذبية واهتماماً. ويعود الفضل في ذلك إلى اللغة التصميمية الجديدة المعتمدة تحت اسم «الانسيابية المفعمة بالنشاط» Energetic Flow. وهي اللغة التي كشف عنها رسمياً مع النموذجيْن التصوريين «ريزونانس» و «سبورت سيدان»، اللذين تحوّلا إلى طرازي مورانو وماكسيما على التوالي. ومِن أبرز اللمسات الخارجية المحدّثة، لا يمكن إغفال شبك التهوئة الأمامي على هيئة حرف V تحت اسم V-Motion، ومصابيح رئيسة كبيرة منحوتة بعناية بالغة فئة LED، فضلاً عن المصابيح الخلفية الجذابة، وتشبه كلها في التصميم قِطع ال «بوميرانغ»، إضافة إلى الرفاريف النافرة، وغيرها من اللمسات الجذابة الجريئة مفتولة العضلات. ولتتمة التغييرات المعتمدة، يمكن القول إن كل لوح أمام عمود A جديد كلياً، بما في ذلك الصادم الأمامي والرفاريف وغطاء المحرّك وشبك التهوئة السفلي الموازي، وغيرها. أيضاً، بات المؤخّر يمتاز بصادم جديد وغطاء أحدث لصندوق الأمتعة وزوائد كرومية داكنة. أما المصابيح الخلفية، فجاءت أعرض وبوضعية أكثر هبوطاً، كما أنها تتوافر بأضواء LED. يذكر أن فئات SL باتت تستفيد من سقف بانورامي زجاجي كبير. وعلى صعيد الانسيابية، بلغ معدّل مقاومة الهواء 0.26 درجة على مقياس «سي إكس»، بعدما كان 0.29 درجة، ما يعني أن معدّل الانسيابية يوازي ذلك المعتمد بموديل GT-R رياضي النّفس. وأسهمت عناصر خارجية في تعزيز مستويات الأيرودينامية، منها الاستعانة بمِصراع أو مغلاق نشط بشبك التهوئة، وأغطية مكثّفة في الأجزاء السفلية للسيارة وغيرها. مقصورة بتجديدات محدودة على رغم أن عدداً من الزبائن لم يُظهر أي اعتراض على مقصورة ألتيما الداخلية السابقة فإن هناك دائماً مساحة للتحسين، وإن جاءت متقلّصة مع موديل 2017. ومن ضمن التحسينات المحدودة الجديدة يُمكن ذِكر تابلوه الأدوات الوسطية الجديد، وحاملات الأكواب الجديدة بالكونسول الوسطي، ومقوّد أكثر عصرية. أما عن المقاعد ذات «الجاذبية المنعدمة» أو ذات التصميم المريح الذي صمم وفقاً لتقارير وكالة «ناسا» الفضائية، والتي أشارت إلى أن المقاعد التي ينتج منها إحساس أقل بالإرهاق هي تلك الأقرب إلى «وضعية التعادل»، وهي وضعية استرخاء يأخذها الجسد البشري في بيئة عديمة الوزن، فقد حدّثت بدورها من خلال الاستفادة من مكوّنات أنعم تساعد على خفض الحمل على العضلات والفقرات، كما تحسّن من تدفّق الدماء، وبالتالي تعمل على خفض الشعور بالإرهاق خلال السفر لمسافات طويلة خلف المقود. أيضاً، لا تزال ألتيما الجديدة تستفيد إمّا من شاشة ملونة قياس 5 أو 7 بوصات لنظام «نيسان كونيكت»، وفق الفئة المختارة، علماً أن هذا النظام يوفّر تقنية إجراء المكالمات الهاتفية لاسلكياً «بلوتوث»، وإمكانية توافر نظام المساعدة على كتابة الرسائل من دون استخدام اليدين، فضلاً عن وصلة الناقل العام USB لواجهة ال «آي بود». كما لا يمكن إغفال إمكانية استخدام الأزرار المثبّتة بالمقود لعرض المعلومات الحيوية المتعلّقة بالنظام الصوتي وحاسوب الرحلات ونظام مراقبة ضغط الهواء بالإطارات (قراءة مستقلة لكل عجلة على حدة)، وكذلك النظام الملاحي في حال الموديلات المجهّزة به. وتتمثّل أبرز المآخذ في ضيق المساحات المخصصة لأرجل الركاب بقسم المقاعد الخلفية؛ إذ تبلغ 917 ملم، مقارنة ب1143 ملم في القسم الأمامي. محرّكان نشطان ميكانيكياً، احتفظ بمحرّكات الطراز السابق من دون أدنى تغيير، إذ يستعان بمحرّك بنزيني قوي سعة 3.5 ليتر (24 صماماً) من فئة V6، يولّد قدرة 270 حصاناً، وعزم 340 نيوتن متراً. وجاء المحرّك الأصغر بسعة 2.5 ليتر (16 صماماً) من 4 أسطوانات متتابعة بقدرة 182 حصاناً، وعزم 244 نيوتن متراً، مع اتصالهما قياسياً بعلبة تروس واحدة متبدّلة باستمرار فئة إكسترونيك CVT تنقل عزم الدوران إلى العجلات الأمامية. وعن معدلات استهلاك الوقود، نجدها الأفضل في فئتها مع محرّك سعة 2.5 ليتر. وتبلغ غالوناً واحداً من الوقود لكل 38 ميلاً مقطوعة. من جهة ثانية، جاء نظام التعليق مستقلاً للعجلات الأربع، وقد صُنع عدد من مكوناته من مادة الألومينيوم المتين والخفيف الوزن، الأمامي مكون من قوائم مكفرسون والخلفي متعدد الوصلات، مع تصميم فريد يعمد إلى فصل المخمدات الخلفية والنوابض الحلزونية للحدّ من الاحتكاكات وتفعيل الليونة ونعومة الحركة، ناهيك عن توافر عوارض مانعة للتمايل الجانبي كتجهيز قياسي في المقدّم والمؤخّر. أمان رائد زودت ألتيما بنظام التحكّم الإلكتروني بالثبات VDC ومانع الانزلاق الدفعي TCS، إضافة إلى نظام التحذير من الزوايا غير المرئية ونظام رصد العوائق المتحرّكة ذلك للتحذير من تخطّي المسار، وأيضاً نظام مراقبة ضغط الهواء بالإطارات وكاميرا الرؤية الخلفية، إلى جانب الوسائد الهوائية المتنوّعة ودعائم تثبيت مقعد الطفل، وغيرها. يمكن القول إن نيسان أخذت على عاتقها تحديث ألتيما الأكثر مبيعاً بجدية كبيرة، مع الإشارة إلى أنها تعدّ قيمة عالية في مقابل المال، إذ تأتي بمزيد من الخصائص والتجهيزات بسعر أقل مقارنة بالعروض المنافسة. لكن عدم تحديث المحرّكات المعتمدة منذ خريف عام 2012، وعدم الاستعانة بالفئة SR الأكثر رياضية في منطقتنا العربية تبقى النقاط الأضعف مع مركبة متوافرة بفئات S 2.5 وSV 2.5 وSL 2.5 وSV 3.5 وSL 3.5. باختصار المحرّك عدد الأسطوانات 4 السعة (ليتر) 2.5 القدرة (حصان/د.د) 182/ 6000 العزم (نيوتن متر/د.د) 244/ 4000 المقاييس الطول (ملم) 4874 العرض (ملم) 1829 الارتفاع (ملم) 1468 طول قاعدة العجلات (ملم) 2776 أنظمة ثبات القيادة ABS/EBD/TSC/BA/VDC نقل الحركة الدفع أمامي علبة التروس متبدّلة باستمرار فئة إكسترونيك CVT الأداء تسارع من صفر إلى 100 كلم/س (ثوانٍ) 8.6 معدّل استهلاك الوقود (ليتر/100 كلم) 6.0 - 8.7