اعتبر وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أن الانتماء الوطني ليس شعارات أو أبيات شعر يتفنن في نظمها بل مواقف لا تخضع للمساومات وإخلاص لا يقبل التلوّن. وأضاف خلال افتتاحه أمس ندوة «الانتماء الوطني في التعليم العام... رؤى وتطلعات» التي تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن خادم الحرمين يتابع هذا اللقاء باهتمام بالغ. وقال: «تسود عالمنا المعاصر أوضاع خطرة تعصف بالغافلين عن أوطانهم وقيمهم إلى ساحات الضياع، ومن هنا كانت ضرورة عقد مثل هذه الندوة المهمة، ومفهوم الانتماء له أبعاد عدة تتمثل في محبة الفرد لوطنه، والحرص على حمايته، والاعتزاز بالانتساب إليه والإسهام في تنمية رقيه». وشدد على أن الانتماء الوطني أو المواطنة الصالحة، ليست مجرد كلمات نجتهد في انتقائها وترديدها، أو أبيات شعر نتفنن في نظمها أو شعارات نتنافس في رفعها، وإنما هي عمل وإخلاص وتفاعل وتضحية وشفافية لا تقبل التلون، ومواقف لا تخضع للمساومات وإنما تسعى لأمن الوطن وسلامته وتنميته ورقيه. ونوه العنقري إلى أن للتعليم دوراً كبيراً في تنمية فضيلة الانتماء لدى الطلاب الذين هم غد أمتنا الأكثر إشراقاً، مضيفاً أن الندوة تهدف إلى تقديم أساليب علمية وحلول ناجحة، وخطط مدروسة لتتجاوز كل عقبة تحول دون تنمية الولاء للدين والوطن. وأضاف أن «جامعة الإمام» تشهد اليوم تدشين مشاريع ووضع حجر الأساس لأخرى تزيد كلفتها على 13.7 بليون ريال، مؤكداً أنها ستقفز بالجامعة إلى آفاق الريادة والعالمية، وتقدم كل ما يخدم الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس. وتطرق إلى أن وزارة التعليم العالي ستركز على ابتعاث الطلاب والطالبات لنيل شهادات الدراسات العليا والامتياز ودرس الطب لمرحلة البكالوريوس والكليات التقنية. وذكر أن الوزارة ستتجه إلى تحديد الابتعاث إلى دول يوجد مجال لابتعاث مزيد من الطلاب إليها، وتقليص الابتعاث إلى الدول التي توجد فيها أعداد كبيرة من السعوديين. ولفت إلى أن «التعليم العالي» لم تبتعث أحداً من حملة الثانوية العامة العام الماضي لدرس الطب وبعض التخصصات الصحية وستسير على هذا النظام خلال هذا العام. وأشار العنقري إلى أن الاجتماعات مستمرة لتحديد الأعداد التي سيتم قبولها في الجامعات العام المقبل بشكل دقيق وبما يحقق مصالح الطلاب المتخرجين العام المقبل والتوازن بين الجامعات. وعن توجه الوزارة إلى تطبيق القبول الموحد بين الجامعات السعودية قال العنقري: «الهدف من القبول الموحد التنسيق بين الجامعات في مناطق الرياض ومكة المكرمة والشرقية ووجود أكثر من جامعة في منطقة أو مدينة واحدة يدعو إلى هذا التنسيق». وذكر أن عدد المبتعثين تجاوز 50 ألفاً من الجنسين، معهم 20 ألف مرافق. من جهته، أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل أن الندوة تعزز روح الانتماء، مشيراً إلى أن فوائدها لن تتضح قريباً لكن ستظهر في المستقبل من خلال الفعاليات التي ستستمر على مدار العام. وذكر أن جهات عدة شاركت في تنظيم الندوة منها وزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم. وأشار إلى أن مشاريع الجامعة تتضمن تأسيس كليات ومعاهد، وإنشاء مواقف إضافية متعددة الأدوار ومدارس للبنين وللبنات، ووضع حجر الأساس للجزء الثالث من منطقة إسكان أعضاء هيئة التدريس في المدينة الجامعية ويشمل إنشاء ما يزيد على 1000 وحدة سكنية بارتفاعات مختلفة، واستكمال المرافق الأساسية للمدينة الجامعية لتتوافق مع المتطلبات اللازمة للمباني الحالية والمباني المزمع إنشاؤها.