يحرص حجاج منطقة جازان على حمل كميات كبيرة من «الصنبران» إلى ديارهم بعد فراغهم من أداء فريضة الحج. وعلى رغم تنوع الخيارات أمام الأهالي إلا أن هذه العادة القديمة لا تزال دارجة، حتى أن الحاج الذي لا يوزع الصنبران على جيرانه يعتبر مخلاً بواحد من أهم واجبات زائري الديار المقدسة. و«الصنبران» أو «الصنبراء» عبارة عن حبوب وقطع من الحلوى الصغيرة تباع بكثرة خلال موسم الحج، وتسمى في نجد ب«القريض». ويلزم الحاج أن يشتري منها ما لا يقل عن 10 كيلو غرامات بما يكفي لسكان الحي الذي يسكنه ويخصص لكل بيت من كيلو إلى نصف الكيلو مع عدد من الخواتم والسبح المميزة، أما هدايا الأطفال فلم تتغير من أكثر من 30 عاماً وهي عبارة مكبر صور على شكل منظار يوضع في داخله شريط صور قديمة للحج والمشاعر وكيفية أداء المناسك. وأبدت أم أحمد سعادتها بهذه العادات التي تقرب الناس من بعضهم وتجعلهم يشاركون أهالي الحجاج فرحتهم، مشيرة إلى أنها كانت وصديقاتها يجمعن الصنبران من البيوت ومن لا يعطيهم ينكرون عليه حجه لأنه لم يحضر الدليل على ذهابه إلى الديار المقدسة. وذكرت أم إبراهيم أنها تنتظر عودة الحجاج حتى تأخذ حصتها من «الصنبران» على رغم عدم مقدرتها على أكلها كما كانت أيام شبابها، لافتة إلى أنها تبقى الشيء المميز في عودة الحاج بعد رحيل عادات كثيرة لاستقبال الحجاج مثل النشيد والتعجيل والتراحيب وتزيين كرسي الحاج. أما محمد الذي عاد من الحج أخيراً فأكد أنه اشترى نحو 20 كيلو غراماً من الصنبران حتى يتجنب كلام الزائرات اللواتي يسألن زوجته عنها، مشيراً إلى أن هذه العادة تسري حتى على من يحج نيابة عن شخص متوفى.