طالب وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه بأخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع الجمال ولحومها النيئة وعدم شرب حليبها قبل غليه، لكونها أحد المصادر الحاضنة لفايروس "كورونا"، بحسب ما توافق عليه العلماء والخبراء الذين شاركوا في المؤتمر الذي عقدته وزارة الصحة اليوم حول مستجدات "كورونا". ودعا فقيه المواطنين إلى عدم استقاء المعلومات المتعلقة بالفايروس من وسائل التواصل الاجتماعي ومن الذين يسوقون لمنتجات طبية وعلاجية وهمية غير مبينة على البراهين الطبية المتعارف عليها عالمياً، مؤكداً أن الوزارة قامت باستقطاب الاستشاريين والخبراء العالمين، وكونت لجانا استشارية للتعرف على كل كبيرة وصغيرة حول الفايروس وأن معلوماتها مبينة على ما يصدر عن الفريق العلمي المتخصص . وكشف وزير الصحة المكلف أن وزارة الصحة بدأت تنفيذ خطة عاجلة لفهم وتحليل طبيعة فايروس "كورونا" وبحث أفضل سبل لاحتوائه والوقوف على الوضع الصحي في المملكة، وذلك من خلال مناقشة المستجدات والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة التهديدات التي يشكلها الفايروس وسبل الحد من انتشاره . وأوضح خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بديوان الوزارة اليوم أن الوزارة في إطار جهودها المستمرة لتقصي الحقائق وجمع المعلومات التي تتطلع للأفكار والتوصيات المقدمة من المجلس الطبي الاستشاري بشأن الحد من انتشار الفايروس . وأشار فقيه إلى أن وزارة الصحة تدرس جميع الخيارات التي يمكنها مواجهة هذا التحدي الذي يتعلق بالصحة العامة بالمملكة في ظل الجهود المستمرة والإجراءات الصارمة التي تتبعها الوزارة ضمن خطتها العاجلة للحفاظ على سلامة مجتمعها في ظل الوضع الراهن، ويتوقع الإعلان عن المزيد من القرارات في الأيام القريبة . وقال وزير الصحة المكلف: إن وزارة الصحة ملتزمة بمبدأ الشفافية والإفصاح سواءً مع وسائل الإعلام أو أفراد المجتمع السعودي، وتوفير جميع ما يحتاجونه من معلومات عن الوضع الراهن , إذ أننا مؤمنون بأنهم لن يستطيعوا المساهمة معنا في مكافحة الفايروس إلا إذا حصلوا على المعلومات الدقيقة حال توفرها، مؤكداً أن موقع الوزارة على الإنترنت يتم تحديثه يومياً ووضع تفاصيل كاملة عن الحالات التي رصدت ومواقع هذه الحالات وأعمار المصابين والجنس للحالة . من جهته، أكد الدكتور جواد محجور رئيس وفد منظمة الصحة العالمية ومدير شعبة مكافحة الأمراض المعدية بمكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية أن محاصرة فايروس "كورونا" والقضاء عليه خلال هذه الفترة تشكل أولوية، وأن الأمر لا يستدعي إعلان حالة الوباء، مشدداً على أن المنظمة لا توصي بأي إجراءات بشأن إيقاف السفر داخل أو خارج المملكة. بدوره أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش أن الوزارة تتابع جميع المستجدات وتعمل على مدار 24 ساعة من خلال لجانها المتخصصة، مبيناً للجميع أن الوضع مطمئن ولا يدعو للقلق . وحول لبس الكمامات في المواقع العامة أوضح الدكتور ميمش أن الوزارة لا تنصح المجتمع بلبس الكمامات في الشوارع والمدارس والأماكن العامة، بل يجب أن يقتصر ذلك على المخالطين من الأطباء والممرضين أثناء دخولهم على المرضى، مبيناً أن الاستمرار في لبسها قد تحولها إلى مصدر للعدوى. وحول المؤتمر الدولي، أكد ميمش أنه عقد بديوان الوزارة بمشاركة أبرز الخبراء في العالم، وناقش كل ما يتعلق بفايروس "كورونا" من ناحية المعلومات وطريقة انتشاره ونشاطه، مشيراً إلى عدم وجود علاج أو لقاح للفايروس حتى الآن. وفيما يتعلق بالاشتراطات الصحية الواجب توفرها في القادمين للحج والعمرة هذا العام، أوضح ميمش أن الوزارة مع اللجان العلمية وضعت مجموعة من الاشتراطات، ونصحت كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل أن يؤجلوا أداء الفريضة هذا العام. كما أكد الدكتور طارق محمد مدني المستشار الطبي المستقل لوزارة الصحة، أن المطهرات والمعقمات الموجودة في المنازل وتلك التي تستخدم بالمستشفيات كافية للوقاية من الفايروس وأن الوزارة توصي بتطهير الأسطح والطاولات والدرابزين الجانبي للدرج والسلالم الكهربائية، والأدوات التي تستخدم بشكل مستمر مثل الريموت كنترول مقابض الأبواب وأزرة المصاعد الكهربائية، مشيراً إلى أنه لا يوجد تفسير لانتشار المرض في الرجال أكثر من النساء، وربما يعود إلى أن الرجال أكثر ترددا على الأماكن العامة .