تعمل مطارات الشرق الأوسط المندرجة ضمن أسرع قطاعات الطيران نمواً في العالم، على توجيه مزيد من الاستثمارات نحو تكنولوجيا المطارات لتصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، في مسعى يهدف إلى تعزيز الأمن وضمان توفير تجربة سلسة للمسافرين. ويُتوقع للمنطقة التي تتصدرها الإمارات، أن ينمو عدد المسافرين سنوياً بنسبة 4.8 في المئة في السنوات العشرين المقبلة، مقارنة بمعدل عالمي نسبته 3.7 في المئة، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، ما يزيد التحدي المتعلق بضمان التعامل بكفاءة مع هذا العدد المتزايد من دون المساومة على الأمن. ودفعت الزيادة في أعداد المسافرين والحاجة المتزايدة إلى التحديث على الصعيد الأمني في ظل عدم الاستقرار في مناطق كثيرة، دول العالم إلى إجراء تحديثات أمنية. كما يوجد تركيز أساس على الاستثمار في الأمن. وعلى الصعيد العالمي، يُرجّح أن تتجاوز سوق أمن المطارات 12.8 بليون دولار بحلول عام 2023، وفقاً لتقرير أعدته مؤسسة «غلوبل ماركت إنسايتس». وقالت المديرة العامة لمجلس المطارات العالمي أنجيلا غيتنز، «يملك الشرق الأوسط فرصة فريدة نظراً إلى موقعه ونموه السريع، لقيادة التغيير والابتكار على صعيد الأمن. وعلى سبيل المثال، يطبّق مطار دبي الدولي ممارسات مبتكرة مثل التحديد الآلي لهوية المسافرين ورحلة المسافرين السلسة». وأعلن مدير مجموعة المعارض في شركة «ريد الشرق الأوسط للمعارض» دانيال قريشي، أن مطارات الشرق الأوسط «شهدت استثمارات ضخمة، وهي في الواجهة عندما يتعلق الأمر باعتماد أحدث التكنولوجيات الذكية». وأكد أن الشرق الأوسط والإمارات تحديداً «تتبنى التكنولوجيات المؤثرة، عندما يتعلق الأمر بضمان السلامة وتعزيز تجربة المسافرين». ومع ارتفاع التركيز العالمي على الأمن، لفت إلى أن هذه التكنولوجيات «تصبح ملائمة جداً، فيما يؤمن معرض المطارات فرصة لاستكشاف أحدث التكنولوجيات من حول العالم على منصة واحدة». وأشار المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني في دبي محمد عبدالله أهلي، إلى أن مطاري دبي الدوليين «يعدّان لاستقبال 146 مليون مسافر بحلول عام 2025». وأعلن عن «عملية توسع ضخمة تقابل ذلك في مجالات متصلة بقطاع الطيران، ما يحتم الحاجة إلى ضمان سلامة أصحاب المصلحة والمسافرين وشركات الطيران وأمنهم». وأكد «الاستعداد لمواجهة هذا التحدي من خلال اعتماد تكنولوجيا متقدمة ونشر موظفين مدربين على هذه الوظيفة». ورأى أن «أمن الطيران لا يجب أن يكون ذا طبيعة ثابتة، لأنه يتطور باستمرار». وشدد على ضرورة «اعتماد التكنولوجيا المبتكرة وتعزيز الأمن وتبسيط الإجراءات بهدف تقديم تجربة سفر سلسة للمسافرين». جاء ذلك خلال الإعلان عن الدورة ال17 من معرض المطارات والتي تُنظم بين 15 أيار (مايو) المقبل و17 منه، لتسليط الضوء على أحدث حلول السلامة والأمن ومنتجاتهما. ويمتاز معرض المطارات الذي يحظى بمشاركة 300 شركة عالمية، بمنطقة مخصصة للأمن سيكون من شأنها تسليط الضوء على تكنولوجيات متطورة من أنحاء العالم. وأوضح المنظمون أن منطقة أمن المطارات في معرض المطارات «توفر منصة مخصصة لإطلاق نطاق واسع من المنتجات ضمن فئات مختلفة، بما في ذلك علم القياس الحيوي والتفتيش الأمني والحقائب، والمراقبة الرقمية والشبكية ونظم السيطرة على الطيور والخدمة الذاتية ومناولة الأمتعة، ونظم ماسحات جوازات السفر ومعدات التفتيش بالأشعة السينية، ونظم التنبيه والإنذار في حالات الطوارئ، والأتمتة الذكية للمباني وأمن العتاد الصلب والبيانات والتسييج، ونظم المراقبة وإدارة الأخطار الأمنية».