أنهت مصر وقطر مرحلة برود وجمود وشد وجذب استمرت سنوات في علاقاتهما باتفاق بين الرئيس حسني مبارك والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال محادثاتهما في الدوحة مساء أمس، على دفع آفاق العلاقات والتعاون لدعم القضايا العرببية والعمل العربي المشترك. وأفادت «وكالة الأنباء القطرية» أن جلسة محادثات رسمية عُقدت في الديوان الأميري تم خلالها «بحث العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، كما تم استعراض عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأقام أمير قطر مأدبة عشاء تكريماً للرئيس المصري والوفد المرافق. وأكد بيان رسمي قطري - مصري صدر أنه «تجسيداً للرغبة المشتركة للبلدين الشقيقين في رفع مستوى العلاقات وتطوير التعاون المشترك بينهما، اتفق الزعيمان على تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي مجلس الوزراء في البلدين الشقيقين، كما اتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والزيارات الرسمية وزيارات القطاع الخاص، وزيادة توسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري». وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في حديث إلى «الحياة» إن مبارك والشيخ حمد «اتفقا على أن يتفقا على كل شيء»، مشيراً إلى أنهما «ناقشا الوضع العربي، وهناك تفاهم على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك». وأضاف أن الجانبين «تشاورا حول الوضع في السودان، ويريان أن هذا البلد الشقيق يجب أن يخرج قوياً من الوضع المقبل»، في إشارة إلى الاستفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان. وتابع أن الزعيمين «اتفقا على تأييد الشمال والجنوب واتفقا على أن يعطيا الفرصة لشعب السودان لينهي مشاكله بدون تدخلات خارجية»، كما اتفقا على «ضرورة تحقيق تسوية سلمية للوضع في دارفور». وزاد أن الرئيس مبارك والشيخ حمد «ناقشا مسألة التسوية السلمية في الشرق الأوسط ويريان أن اسرائيل تتخذ من المواقف ما لا يساعد الفلسطينيين والعرب على الثقة في الأداء الاسرائيلي، وأكدا رفضهما الكامل لكل محاولات الاستيطان غير المشروع لأن صفته الأساسية أنه غير قانوني وغير مشروع». وأوضح أبو الغيط أن الجانبين «تناولا الوضع في لبنان ويستشعران القلق حول أوضاع لبنان ويريان أن هناك حاجة لتهدئة هذا الوضع وتحقيق الاستقرار وعدم السماح لأي تدهور في أوضاع هذا البلد الشقيق». وعن العلاقات القطرية - المصرية، قال أبو الغيط إن مبارك والشيخ حمد «اتفقا على دفع العلاقات إلى الأمام عن طريق الانعقاد العاجل للجنة العليا وأن تعقد اجتماعها المقبل في الدوحة». وكان آخر اجتماع لها عقد في مصر. وقال إنهما «أوضحا أن هناك اتفاقاً على المزيد من العمل في المجال الاقتصادي والاستثماري بما يؤمن أكبر قدر من الاستثمارات القطرية في مصر واتفقا على تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والغاز». وسألت «الحياة» أبو الغيط هل كسرت زيارة مبارك الجليد بين القاهرةوالدوحة، فرد: «لم يكن هناك جليد على مدى العامين الأخيرين، وكان سمو أمير قطر يلتقي الرئيس مبارك. التقيا في الكويت وفي سرت وطرابلس، وهذه اللقاءات أكدت نيتهما وتأكيدهما الحاجة لعلاقات قطرية - مصرية قوية». وشدد على «أن هناك نية مصرية مؤكدة لدفع العلاقات مع الأخوة في قطر بكل موضوعية وصدقية». وقال: «نأمل أن يكون هناك عمل عربي مشترك، ومصر وقطر تعملان سوياً لتعزيز هذا العمل العربي المشترك». وهل ناقش مبارك مع الأمير موضوع قناة «الحزيرة» التي يُثار الحديث عنها دائماً في إطار العلاقات القطرية - المصرية، فرد «لا يُطرح هذا الموضوع لأن مصر أكبر كثيراً من أن تناقش هذا الأمر، وبالتالي هذا الأمر لم يناقش ولا ننظر فيه على الاطلاق».