اختارت منظمة الأممالمتحدة شعار «المرأة في عالم متغير: تناصف الكوكب 50/50 بحلول 2030» احتفالاً ب«يوم المرأة العالمي» الذي يصادف الثامن من آذار (مارس) من كل عام، يرافقه وسم على مواقع التواصل الاجتماعية BeBoldForChange، لإرسال رسالة قوية وفعالة للمساواة بين الجنسين، ولفت الانتباه إلى حقوق المرأة العاملة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة هذا اليوم: «إن تمكين النساء والفتيات هو السبيل الوحيد لحماية حقوقهن وضمان أن يتسنّى لهن تحقيق كامل إمكاناتهن»، مضيفاً أن «حقوق المرأة هي حقوق الإنسان، ولكن في هذه الأوقات العصيبة التي يزيد خلالها عدم القدرة على التنبؤ والفوضى في عالمنا، تُقلّص حقوق النساء والفتيات وتُقيّد وتتراجع». وشاركت مواقع عدة النساء للاحتفال بيومهن، فاختار موقع «فيسبوك» إطلاق بث مباشر لمدة 24 ساعة، لمشاركة عدد من القصص الملهمة والمقتبسة من جميع أنحاء العالم، يحكيها مجموعة من القادة المؤثرين والشخصيات العامة والمنظمات غير الحكومية، في حين أطلق محرك البحث «غوغل» وسم OneDayIWill من أجل أن تشارك النساء حول العالم أمنياتهن لمستقلبهن، كما نشر فيديو جمع 337 امرأة في 13 مدينة حول العالم للتحدث عن أمانيهن، إضافة إلى تغيير الصفحة الرئيسة لمحرك البحث احتفالاً بهذا اليوم. أما في الولاياتالمتحدة، وضعت شركة «ستيت ستريت جلوبال أدفايزورز» الأميركية، تمثالاً من البرونز لفتاة أمام تمثال برونزي شهير لثور وهي تنظر إليه بلا خوف من أجل لفت إنتباه العالم إلى دور النساء في سوق العمل، في الوقت نفسه قررت النساء الأميركيات الامتناع عن العمل ليوم واحد لإظهار مدى أهمية دورهن في تسيير الأعمال. وسجّل التاريخ إنجازات عدة للمرأة حول العالم وفي المجالات كافة، سواء في الرئاسة أو القيادة أو حتى العلم، فاخترن أن يُثبتن نعومتهن وأنوثتهن من خلال إبراز قوتهن وقدرتهن على تحقيق الأفضل في كل جميع أدوار المجتمع. أنغيلا ميركل، التي تشغل حالياً منصب المستشارة الألمانية تُعد من أقوى النساء في تاريخ ألمانيا وأوروبا، ودخلت عالم السياسة بعدما كانت عالمة سابقة تحمل دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية. وقررت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي أن توجه رسالة إنسانية إلى جميع أنحاء العالم، فأصبحت أيقونة للأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين بشتى الطرق. وقد تكون الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري ليست بعيدة عن جارتها جولي، فقد عاشت الأولى طفولة صعبة ومريرة وتحدت الفقر الشديد والضرب والانتهاك، وأصبحت الآن تكرّس وقتها للاهتمام بالمرأة والطفل في بلدان العالم الثالث والدول الفقيرة. أما مالالا يوسف، فبدأت حكايتها كفتاة باكستانية كان لها نصيب من محاولة إغتيال فاشلة ضدها من قبل «طالبان»، لكنها نالت شهرة واسعة بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام لتخطيها كل العقبات والانتهاكات التي قامت بها الحركة المتشددة ضد المرأة وحقها في التعليم. وفي الأردن، أثبتت زوجة الملك الأردني عبدالله الثاني، الملكة رانيا قدرتها على تأدية دور إيجابي فاعل كإمرأة، فسعت إلى الاهتمام بتعليم الأطفال والأعمال الخيرية وحماية حقوق المرأة والطفل. وهناك أيضاً العالمة السعودية المقيمة في الولاياتالمتحدة، غادة المطيري، التي نالت جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في أميركا. ومن أبرز المبادرات التي أُقيمت في دولة الإمارت أخيراً، إسناد «طيران الإمارات» مهمة قيادة أكبر طائرة في العالم من طراز A380 إلى الكابتن المصرية نيفين درويش إلى جوار مساعدتها الإماراتية علياء المهيري. ويعود تاريخ الاحتفال بيوم المرأة إلى الثامن من آذار (مارس) العام 1909 في الولاياتالمتحدة، حيث كان يُعرف آنذاك ب«اليوم القومي للمرأة»، الذي أقامه الحزب الاشتراكي الأميركي، تذكيراً بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك بسبب ظروف العمل القاسية. ثم اعتمدت منظمة الأممالمتحدة «اليوم العالمي للمرأة» رسمياً وللمرة الأولى في العام 1977، ليصبح هذا التاريخ مرتبطاً بالنساء اللواتي ناضلن من أجل الحصول على حقوقهن وحقوق غيرهن.