قرأت خبراً جميلاً عن قيام أحد رجال الأمن بتوليد امرأة من الجنسية المصرية في نفق بعدما سمع صوت استغاثتها واستغاثة زوجها ووقف لمساعدتهما على رغم أنه كان في طريقه إلى أهله في مدينة الجوف السعودية بعد انتهاء تكليفه في موسم الحج، كما ذكر الخبر الجميل، وبعد توفيق من الله رزقت السيدة بمولود تمت تسميته على اسم المنقذ عرفاناً بجميله ووقفته النادرة... لا أقصد مطلقاً الانتقاص من فعل الرجل ولا مبادرته الرائعه التي أسهمت في إنقاذ حياة أم بين الحياة والموت وفي نفق يرفض أن يتحرك، وليس هناك من وسائل متاحة لنشل أمرأة بين الحياة والموت تعاني من آلام الولادة وبين زوج لا يعرف كيف يتصرف في موقف عصيب كهذا، إنما لفت نظري أن الرجل (كما ذكر الخبر) ظل على تواصل مع زوجته في الجوف على الهاتف النقال حتى ولدت المرأة بالسلامه، سؤالي هو: لماذا لم يتصل بالهلال الأحمر أو بإحدى الفرق الطبية؟ سؤالي الثاني: هل رجال الأمن مدربين على الإسعافات الأولية؟ وهل زوجته طبيبة أو ممرضة أو حتى قابلة؟! أسئلتي قادتني إلى ممرات أخرى لم أكن أنوي الدخول فيها على رغم أن لها علاقه وطيدة... هل يوجد داخل الأنفاق هواتف اتصال سريع على الشرطة أو على الفرق الطبية في حالات الضرورة؟ هل تفتقد الأنفاق إلى مخارج للطوارئ تسهم في إنقاذ من يكون في وضع الطوارئ؟ أليست هناك حاجة لتدريب رجال الأمن بشكل فعلي على الطرق الإسعافية بما فيها إسعاف النساء؟ أليس هناك حاجة (بناءً على هذه المعطيات) إلى الاستعانة بنساء أمن في وقت الحج مهمتهن مساعدة النساء أيضاً في هذه الأوقات الحرجة؟ استغرابي الثاني يكمن في عدم معرفتي لماذا لم تتقدم ولا سيدة لإنقاذ المرأة ومساعدتها في وضع وليدها. هل هو الخوف من تحمل المسؤولية لو حدث لا سمح الله مضاعفات غير متوقعه؟ من الطبيعي أن تكون بعض النساء الكبيرات في السن على دراية بأمور الولادة والتوليد فهل خلا النفق منهن في تلك اللحظة؟ ربما يكون سؤالي رقم 20 هو: لماذا يسمح للنساء في الأشهر الأخيرة بالذهاب إلى الحج وتعريض أنفسهن وأجنتهن لكثير من المخاطر والإحراج أيضاً واحتمالية الإصابة بالأمراض والتلوث، وخصوصاً ومعظم سيارتنا وربما بيوتنا تخلو من حقيبة الإسعافات الأولية الكاملة التي قد تسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. في النهاية لا أملك إلا أن أقول لهذا الرجل المبادر الذي أثار الكثر من أسئلتي كل الشكر على هذا الفعل الرائع وعلى هذا الموقف النبيل في وقت يخشى فيه بعض الرجال إنقاذ امراة سقطت على الأرض خوفاً من اتهامه بالتحرش وغيره، شكراً له لأنه على رغم كل عمليات وثقافة التخويف من التعامل مع النساء (كإنسان أولا ً وأخيراً قبل التصنيف) كخطر التعامل مع الكاشيرة وموظفة الاستقبال والممرضة استطاع كسر «التابو» الخطير وقام بمساعدتها تاركاً خلف ظهره كل علامات التحذير! [email protected] suzan