أكد أمير منطقة القصيم فيصل بن مشعل أن كل فردٍ في هذا الزمن لديه وزارة إعلام في جيبه، وباستطاعته أن يصور ويحرر وينسخ ويلصق، ويبث الإشاعات ويرجف، وذلك من طريق هاتفه الذكي، داعياً إلى «ضرورة تغيير ذلك من خلال التوعية»، مبدياً أسفه على تأثر المجتمع حالياً بالطفرة الإلكترونية التي «جعلته مجتمعاً لا يقرأ»، مبيناً أنه لا بد أن نكون واعين وعلى قدر المسؤولية في هذه المرحلة، ومتمسكين بلحمتنا الوطنية، إذ إن هناك غزواً فكرياً وثقافياً على بلادنا، يريدون به تغيير فكر شبابنا وجعلهم أداة لتحقيق أهدافهم الإرهابية. وأوضح، خلال اللقاء الأسبوعي مع المواطنين، في قصر التوحيد بمدينة بريدة مساء أول من أمس (الإثنين)، وفي حضور المشايخ ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأعيان المنطقة، أن أول من اكتوى بنار الإرهاب هو المملكة، وذلك حين دخل المخربون الحرم المكي الشريف عام 1400 وسفكوا الدماء وأرهبوا المسلمين. وأكد أمير القصيم أهمية أن يكون لدينا حس أمني عال في هذه المرحلة، وقال: «علينا أن نكون أداة نشر للتفاؤل وليس الإرجاف»، لافتاً إلى ضرورة رفع مستوى المسؤولية في هذه المرحلة، والاهتمام بالأسرة واحتوائها، واستطرد بالقول: «على أولياء الأمور متابعة أبنائهم وبناتهم، ومعرفة إلى أين يذهبون ومن أين يأتون ومن يلتقون»، منوهاً بوجود شعب أصيل ومتمسك باللحمة الوطنية والدين، ويعرف كيفية صد الحيل التي تنقض ذلك. من جهته، أوضح أستاذ الإعلام السياسي في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المتحدث الرئيس للجلسة الدكتور محمد البشر، خلال ورقته التي جاءت بعنوان: «هويتنا الوطنية: السمات والتحديات في عالم متغير»، أن معنى العالم المتغير الذي نقصده، هو أن المملكة أصبحت مطمعاً لمن هم خارج البلاد، مفيداً بأن حكومتنا الرشيدة واجهت هذا التحدي بثبات وصمود، مشيراً إلى أن ما تميزت عند تأسيسها هو جعل هذه البلاد لحمة واحدة ونسيجاً واحداً، لأنها قامت على الدين والبيعة، إذ إننا ندين لله تعالى ولحكامنا بالسمع والطاعة، كاشفاً أن البيعة هي الركيزة الأساس التي هي من ضمن الركائز التي جعلت هذه الدولة تثبت على رغم التحولات الكبيرة التي حولنا. وقال: «إن الكتاب والسنة هما المصدران الأساسان لنظام الدولة وأنظمة هذه البلاد، وتطبيق الشريعة الإسلامية، والقضاء الشرعي، وإيجاد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، لافتاً إلى أن ذلك كله أعطى الثقل لهذه البلاد، كاشفاً أن الدفاع عن هذا الوطن ليس فقط للوطن، وإنما للدين ولحماية المقدسات التي منها قبلة المسلمين. وأشار إلى أن هذه البلاد تواجه تحديات ثلاثة، أولها: الثبات على الشريعة، إذ إن التمسك بالشريعة سيكفينا كل المصالح التي يتشدق بها الشرق والغرب، ويقف غصةً ضد تحقيق أطماعهم والاستراتيجيات النفعية لهم. كما تواجه التحدي الأمني، الذي له جانبان: الأمن الفكري والحسي، إذ يحاول الأعداء بالخارج مهاجمتنا، من خلال إلصاق تهمة أن منهجنا هو منهج التكفير والغلو والتطرف، الذي انغرّ به كثير من الشباب، مفيداً بأن أول من حارب الغلو والتطرف هو المملكة، إذ إن حكومتنا الرشيدة تؤكد دائماً منهج الإسلام، وهو الوسطية والاعتدال، وأكثر من اكتوى بالإرهاب هو المملكة، محذراً من الحملات الإعلامية المغرضة التي تدار بطريقة منسقة وتستهدف بلادنا وتريد الإخلال بالمنهج الوسطي ونشر البدع، وبين البشر أن التحدي الثالث الذي تواجهه المملكة هو التحدي الأخلاقي، الذي جاءت به هذه الثورة الإلكترونية لبث القيم المعادية للفضيلة والدين، مشيراً إلى أن واجبنا في صد ومواجهة مثل تلك التحديات هو أن نبث التفاؤل في واقعنا، وأن نتحاشى الإرجاف الذي لا يأتي بخير، والبعد عن كل ما فيه زعزعة الحبل المتين بين القيادة والشعب وتشتيت الصف، لافتاً إلى أننا بخير، وسنواجه الخير مادامت بلادنا تُحكم بالمنهج الإسلامي، لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. إذ إننا رضينا بالإسلام الذي جمعنا تحت وطن واحد. وأكد أن على شرائح المجتمع جميعها مسؤولية كبيرة، وخصوصاً في هذه المرحلة، دالاً على ذلك بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وأن تكون المسؤولية تضامنيه، بألّا نكون سلبيين، لتأدية كل منا الدور الذي عليه في أكمل وجه، مظهراً ضرورة الإعلام في هذه المرحلة، لأن المملكة هي وطن الرسالة ووطن القبلة، مشيراً إلى أنه على الإعلاميين في هذا الوقت مهمة استثنائية؛ بأن يعكسوا هذه اللحمة وهذا التجانس الذي نمتاز به، وأن يوضحوا هذه المكانة السامية للبلاد. من جانبه، استعرض مدير إدارة تعليم منطقة القصيم عبدالله الركيان البرامج التوعوية الأمنية، التي تدعو إلى وحدة الصف، ومنها برنامج «فطن» الذي يتم بالتعاون مع وزارة الداخلية ووحدة تم تأسيسها حديثاً، هي وحدة التوعية الفكرية (حصانة). وأشار الركيان إلى أن لديهم برنامج «القيم»، ومدته خمس سنوات، بالتعاون مع مكتب الدعوة بالمريدسية الذي سيقدم المسابقات والجوائز والدورات في هذا الخصوص، وأشار إلى توجيه أمير المنطقة بأن يكون هناك معرض دائم عن الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب، كاشفاً أن المعرض سيأتي بطريقة توعوية جديدة يعتمد على البحوث والدراسات في هذا الخصوص.