نُشرت دراسة جديدة حول استخدام مادة "ثنائي الفينول أ"، في صناعة القوارير البلاستيكية، والتي أثبتت المضاعفات السلبية لهذه المادة على صحة الإنسان، إذ تؤثر على التوازن الهرموني لجسم الإنسان. بحسب صحيفة "هافينغتون بوست"، أشارت دراسات سابقة بأن مادة "ثنائي الفينول أ"، قد تشكل خطراً على جسم الإنسان، الأمر الذي أثار قلق مستهلكين عدة، نظراً لأن أغلب الشركات يستخدمون هذه المادة "الملدنة" في صناعة المواد البلاستيكية، وفي تغليف المواد الغذائية. في الواقع، استنتج العلماء أن مادة "ثنائي الفينول أ" من شأنها أن تتسرب إلى المواد الغذائية، إذ أثبتوا أن هذه المادة تؤثر على التوازن الهرموني في جسم الإنسان، نظراً لأن لها التأثير ذاته تماماً مثل هرمون "الإستروجين". والجدير بالذكر أن هرمون الإستروجين عبارة عن مجموعة من الهرمونات الجنسية، من بينها الأسترون والأسترول، كما أن هذا الهرمون مسؤول عن نمو الجهاز التناسلي الأنثوي والخصوبة، علما أنه يكون في أعلى مستوياته خلال فترة الحمل. نتيجة لهذا الاكتشاف، بادر الاتحاد الأوروبي منذ آذار (مارس) 2011، إلى منع بيع رضّاعات الأطفال المصنوعة من مادة ثنائي الفينول وتصنيع قوارير المياه البلاستيكية من دون إضافة هذه المادة. ولكن لجأ المصنعين إلى استخدام مواد أخرى مثل مادة "فلورين 9"، والتي أثبتت دراسة قام بها مجموعة من العلماء اليابانيين والصينيين أن هذه المادة بدورها مضرة بالصحة. وقامت هذه الدراسة بالأساس على تقديم مادة "فلورين 9" للفئران لمدة ثلاثة أيام، وبعد تحليل نتائج التجربة تبين أن مادة "فلورين 9"، من شأنها أن تحد من تأثير هرمون "الإستروجين" على أنثى الفأر، أي أن هذه المادة لها تأثير معاكس لمادة "ثنائي الفينول أ". وتوصل العلماء الصينيون بعد التجارب على الفئران إلى أن مادة فلورين 9 تؤثر على حجم رحم أنثى الفأر ووزن صغار الفئران وتضعف القدرة الإنجابية لديها. واستنتج العلماء من هذه التجربة أن مادة فلورين 9 تؤثر على الخصوبة، ولكن تأثير هذه المادة على الإنسان غير مؤكد، ما دفعهم لدراسة تأثيرها على صحة الإنسان. واقتضت التجربة ملء هذه القوارير بالماء الساخن على درجة مئوية بلغت 60 درجة، ومن ثم تركوا المياه لمدة ست ساعات بقصد تبريدها، ثم قدموها للفئران. وفي إثر هذه التجربة، اكتشف العلماء أن دماء الفئران تحتوي على نسبة عالية من فلورين 9، ما يدل على أن هذه المادة قادرة على الذوبان مع البلاستيك بمفعول الماء الساخن. صنَّف المعهد الألماني لتقييم المخاطر هذه المواد في قائمة المواد غير الضارة بصحة الإنسان، نظراً لأن البيانات التي توصل إليها العلماء بعد إجراء جملة من الاختبارات أكدت أن نسبة هذه المواد في الماء لم تتجاوز المعدلات المسموح بها. وفي هذا السياق، قال المشرف على فريق الباحثين المختصين في العلوم السمية الإيكولوجية لدى جامعة آخن، توماس بنيامين زايلر، إنه "لم يثبت بعد إن كانت مادة فلورين 9 مضادة للإستروجين، على غرار مادة ثنائي الفينول أ، أم لا". وأضاف زايلر أنه "من المعروف أن مادة ثنائي الفينول أ، من شأنها أن تؤثر على البيئة، في حين لا توجد الكثير من الأبحاث بشأن تأثير مادة فلورين 9 على البيئة". ومن جهته، نصح زايلر جميع الأهل، بشراء رضاعات مصنوعة من البولي بروبيلين وخالية من المواد الملدنة، على أن تملأ هذه الرضاعات بالمشروبات الباردة، وضرورة تجنب كل المشروبات الحامضة. فضلاً عن ذلك، من المهم جداً غسل الرضاعات الجديدة بالماء الساخن عدة المرات للتخلص من المواد الكيميائية القابلة للذوبان.