في مؤشرات إلى احتدام المعارك في منطقة «الهلال النفطي» (وسط) بين «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وفصيل «كتائب دفاع بنغازي» المؤلف من مسلحين إسلاميين ومتمردين سبق أن هزمتهم قوات حفتر في بنغازي ومقاتلين من مصراته (غرب) بعد الهجوم الذي شنوه الجمعة على ميناءي السدرة ورأس لانوف، ارسل «الجيش الوطني» كتيبة «الصواعق» التابعة لقيادته في المنطقة الغربية إلى حقول النفط بإمرة الرائد عماد الطرابلسي الذي «تعهد الضرب بيد من حديد كل من يحاول نهب خيرات ليبيا وتقسيمها». كما أكدت مصادر عسكرية نبأ جرح العميد المبروك المقرض، قائد كتيبة «شهداء البخارية» بسرت التابعة ل «الجيش الوطني»، وأعلنت خضوعه لعملية جراحية في مستشفى أجدابيا. لكن مكتبه نفى صحة معلومات نقلتها وسائل تواصل اجتماعي عن أسره. وكان «الجيش الوطني» أعلن «انسحاباً تكتيكياً» من الميناءين اللذين شن غارات جوية على محيطهما. ثم أعلن الناطق باسمه العقيد أحمد المسماري إن المعارك ما زالت دائرة «من دون سيطرة أي طرف فعلياً على الأرض»، مؤكداً قرب انتهائها خلال ساعات. ولم يستبعد المسماري وجود دعم أجنبي للجماعات المسلحة، التي تقاتل في منطقة الهلال النفطي، وقال: «معركة النفط هذه وتقدم القاعدة في مواقع استراتيجية بليبيا يُعيد الحديث عن المكاسب الجديدة للتنظيمات الإرهابية في بلدنا ودول الجوار». وأضاف: «وجدت القاعدة وتنظيمات مسلحة أخرى في ليبيا نقطة انطلاق لعملياتها نحو دول شمال أفريقيا وغربها، ما عزز توسعها وتنسيقها بعدما أكسبها الفراغ السياسي والأمني في المنطقة تجربة وخبرة». وكان وزير الدفاع المفوض في حكومة الوفاق الوطني مهدي البرغثي أعلن أن تنظيم «داعش» يعمل لإعادة تجميع صفوفه وأماكن تمركزه في جنوب ليبيا، بدعم من «القاعدة» وقيادة مختار بلمختار، ويستعد لشن مزيد من الهجمات الإرهابية. وفي نهج جديد لعملها في المنطقة، أعلنت أخيراً ثلاث جماعات متطرفة تنشط في شمال مالي، اندماجها في تنظيم واحد باسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي بايعت «القاعدة.» ويتوقع خبراء تنفيذ الجماعة الجديدة هجمات أو عمليات لخطف رهائن من أجل إبراز اسمها على المستوى الدولي. إلى ذلك، نقل موقع «بلومبيرغ» عن عضو في لجنة الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط جاد الله العوكلي قوله إنه «جرى إيقاف التصدير من ميناءي السدرة ورأس لانوف حتى تتحسّن الأوضاع الأمنية، ويعود العاملون إلى المنشآت». لكن العوكلي أبلغ «بلومبيرغ» أن «المؤسسة الوطنية للنفط لا ترى أي حاجة لإعلان الظروف القاهرة حالياً، والتي تعني عدم قدرتهما على الإيفاء بشروط العقود. وأورد الموقع الاقتصادي أيضاً انه «جرى خفض الإنتاج من حقول النفط التي تُغذي السدرة وراس لانوف، وقد يزداد ذلك إذا بقيت الموانئ مغلقة، ولم يتحسّن الوضع قريباً»، من دون أن يحدّد مقدار هذا الخفض. واحتجاجاً على هجوم «الهلال النفطي، أعلن 34 نائباً انسحابهم من الحوار السياسي الذي انخرطت فيه الأطراف الليبية منذ أيام برعاية عربية ودولية، علماً أن «سرايا الدفاع عن مدينة بنغازي» طالبت وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني بتولي مسؤولية موانئ النفط.