طالب البيت الأبيض الكونغرس بالتحقيق في سلوك إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وبتعاملها عام 2016 مع تسريبات حول ارتباطات مزعومة للحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بروسيا، وإمكان انتهاك الإدارة السابقة «صلاحياتها». يأتي ذلك بعدما اتهم ترامب أوباما بالتجسس عليه، وبأنه أمر بالتنصت على هواتف في «برج ترامب» في نيويورك، والذي كان مقراً للحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري، قبل الاقتراع في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ولم يقدّم ترامب دليلاً على اتهاماته، فيما اعتبرها ناطق باسم اوباما «كاذبة»، علماً أن التسريبات في شأن «ارتباطات» فريق الرئيس بموسكو أدت حتى الآن الى استقالة المستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين، وإبعاد وزير العدل جيف سيشنز عن التحقيق في هذا الملف. ووَرَدَ في بيان أصدره البيت الأبيض أن «تقارير حول تحقيقات مسيسة قبل انتخابات 2016، هي مقلقة جداً». وأضاف أن ترامب «يطالب الكونغرس، في اطار التحقيق في نشاطات روسيا، بأن يمارس سلطته ويحقّق في احتمال تجاوز الجناح التنفيذي صلاحياته عام 2016». وختم البيان: «لا الرئيس ولا البيت الأبيض سيعلّقان أكثر من ذلك، حتى استكمال تحقيق مشابه». وكان ترامب اعتبر أوباما «مريضاً» وقارن هذا الأمر بفضيحة «ووترغيت» التي أطاحت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون، وبحملة شنّها السيناتور الجمهوري جوزف ماكارثي على «تسلّل شيوعي» في أوساط حكومية، في خمسينات القرن العشرين. لكنّ أعضاء جمهوريين وديموقراطيين في الكونغرس طالبوا ترامب بأدلة على اتهاماته، وبإعلانها للشعب، اذ قال النائب آدم شيف، وهو عضو ديموقراطي بارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، إن الرئيس يطرح «اكثر المزاعم غرابة وتدميراً، من دون تقديم ذرة من الأدلة لدعمها». أما السيناتور الجمهوري بن ساسي فرأى أن تصريحات ترامب «خطرة»، وحضّه على شرح ما يعرفه عن مزاعم التنصت عليه، معتبراً أن ذلك هو «مثالي بالنسبة الى الشعب، ويشكّل الحد الأدنى بالنسبة الى مجلس الشيوخ الأميركي». ووصفت نانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب، تصريحات ترامب ب «السخيفة»، فيما طالب السيناتور الجمهوري البارز ماركو روبيو البيت الأبيض بتوضيح تلك التصريحات. وكان مؤيّدون للرئيس نظموا مسيرات تأييد له في مدن أميركية، تخلّلها عنف وجرحى وتوقيفات. وأوقفت الشرطة 10 أشخاص في كاليفورنيا، بعد صدام بين أنصار لترامب ومناهضين له، أوقع 7 جرحى. كما أوقفت الشرطة 4 أشخاص في واشنطن. في غضون ذلك، أفاد موقع «بوليتيكو» الإخباري بأن ترامب سيوقّع اليوم في مقر وزارة الأمن الداخلي، مرسوماً جديداً في شأن الهجرة وحظر السفر. وتعرّض المرسوم الأول الذي أصدره ترامب في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، مانعاً الهجرة ومحظراً دخول الولاياتالمتحدة على مواطني 7 دول شرق أوسطية، لنكستين قضائيتين، اذ جمّد قاض فيديرالي في سياتل تنفيذه، ثم ثبّتت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو هذا التجميد. تزامن ذلك مع إعلان دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميرية أن الأجانب الساعين الى وظائف موقتة في شركات تكنولوجية أميركية، يحتاجون الى عملية أطول للموافقة على التأشيرة، بعدما جمّدت الإدارة طلبات التأشيرات السريعة، والتي كانت تتيح نيل تأشيرة في غضون 15 يوماً، علماً أن الإجراء المعتاد قد يستغرق شهوراً. وتمنح الولاياتالمتحدة الآن 65 ألف تأشيرة عاجلة سنوياً حداً أقصى، إضافة إلى السماح بإصدار 20 ألفاً أخرى لحائزي درجات علمية متقدمة في الولاياتالمتحدة. وتكون التأشيرة صالحة لثلاث سنوات، ويمكن تمديدها لثلاث سنوات أخرى. في السياق ذاته، تسلّق النائب المكسيكي براوليو غيرا سياجاً على الحدود الأميركية – المكسيكية، ليكشف ضعف خطة ترامب لتشييد جدار بين البلدين للحدّ من الهجرة. وقالك: «أنا فوق الجدار. أجلس على الجدار الذي يفصل بين المكسيكوالولاياتالمتحدة. تسلّق نحو عشرة أمتار سهل، كما أن العبور إلى الولاياتالمتحدة سهل، ما يثبت أن لا ضرورة لتشييد جدار يكلّف 15 بليون دولار». تزامن ذلك مع إعلان الحكومة المكسيكية أنها فتحت مراكز للمساعدة القانونية في قنصلياتها الخمسين في الولاياتالمتحدة، للدفاع عن مواطنيها، وسط مخاوف من حملة على مهاجرين غير شرعيين، معظمهم من المكسيكيين. الى ذلك، أُصيب رجل من طائفة السيخ عمره 39 سنة بالرصاص، في هجوم استهدفه في سياتل شمال غربي الولاياتالمتحدة. وأوردت صحيفة «سياتل تايمز» أن الرجل الذي لم تكشف هويته ولا جنسيته، كان يغسل سيارته أمام منزله في كنت قرب سياتل في ولاية واشنطن، حين اقترب منه رجل ملثم يحمل سلاحاً. وأضافت أن الرجل الملثم قال له: «عُدْ إلى بلادك» وأطلق عليه النار فأصابه في ذراعه وفرّ. وذكرت الصحيفة أن الشرطة تبحث عن مطلق النار وتعالج القضية بوصفها جريمة بدافع التعصب. وقام رجل أبيض أطلق النار على هنديَين في حانة في مدينة كنساس، ما أدى إلى مقتل أحدهما وجرح الثاني. وقال شاهد أنه شتم الرجلين قبل أن يطلق النار عليهما، وصاح: «اخرجا من بلادي». وتابع أنه تبجّح بقتله «ايرانيَين» قبل أن تعتقله الشرطة.