وسط استفهامات جدلية حول شمولية قرار تأجيل الدراسة الأخير للعاملين في قطاع التعليم كافة، وبين رفض القرار وقبوله على مضض، عادت دورة العمل مرةً أخرى إلى الكثير من الأقسام الإدارية والتربوية داخل إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة بعد فترة انقطاع دامت قرابة نصف الشهر كانت عبارةً عن إجازة عيد الأضحى المبارك. وعلى رغم الغيابات المتعددة التي سجلها اليوم الأول من العودة خصوصاً في أقسام الإدارة النسائية إلا أنها أتمت برنامجها المعتاد مع كل عودة رسمية، ونظمت حفلة معايدتها الرسمية وسط حضور قليل، في إشارة واضحة لمستوى الغيابات الذي طاول الإدارة في أول يوم من أيام العودة. وفي أول اتصال هاتفي أجرته «الحياة» بإحدى الموظفات في الأقسام الإدارية داخل إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة، (تبين تغيبها لعارض صحي)، وأكدت منيرة المسعود غيابها عن الحضور في اليوم الأول من العودة، مبديةً تذمرها الشديد من عدم شمولية قرار تأجيل الدراسة العام للقسم الإداري الذي تعمل فيه، وقالت: « للمرة الأولى يكون موعد عودتنا للعمل مختلفاً عن موعد طلاب وطالبات المدارس، في قرار لم نفهمه بعد أو نعرف أبعاده»، مضيفةً أن إجازات العاملات في الأقسام الإدارية النسائية داخل قطاعات التربية والتعليم أصبحت غير محكومة أبداً. وأوضحت أن غيابها يأتي بسبب أدائها فريضة الحج التي أنهتها للتو برفقة عائلتها، إضافةً إلى أن خروجها من موسم الحج سبب لها الوقوع في بعض الأمراض التي لاتزال تشكو منها حتى الآن، ولم تستطع الخروج من دوامتها. وأشارت إلى عدم قدرتها على لملمة أوراقها المبعثرة حتى الآن استعداداً للعودة التي ترى أنها تحتاج للتهيئة والتركيز وبقدر عال ومكثف. وكان المشرفون والمشرفات عاشوا طوال الأيام التي تلت قرار التأجيل في دوامة البحث عن الحقيقة في خصوص شموليتهم ضمن القرار حتى أتت توضيحات المتحدث الرسمي في وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني التي أكدت أن قرار تأجيل الدوام إلى يوم السبت يشمل جميع منسوبي مدارس التعليم العام من الكادر الإداري والتعليمي العاملين في المدارس فقط، وأن المشرفين والمشرفات في جهاز الوزارة والمكلفين من شاغلي الوظائف التعليمية بأعمال خارج المدارس غير مشمولين بهذا التأجيل، وعملهم يبدأ أسوة بجميع موظفي الدولة أمس (الإثنين). بدوره، أوضح المشرف التربوي في محافظة جدة عبدالله الزهراني ل«الحياة» أن الجميع كان يتمنى أن يشملهم قرار تأجيل عودة الدراسة، خصوصاً أنه جاء عقب موسم الحج مباشرةً، الذي شارك فيه عدد كبير من المشرفين التربويين سواء من طريق مشاركته في العمل داخل الجهات الخدمية المشاركة في الموسم، أو من خلال تأديته للشعيرة المعظمة. وشدد على أن المحافظة ولكونها تقع قرب مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، لاتزال تعج بفئات كبيرة من الحجاج والزوار، وهذا بدوره يؤدي إلى زحام يكسي الطرقات والشوارع، إضافةً إلى ظهور بعض الأمراض والأوبئة نتيجة الاحتكاك والاختلاط المباشر بهذه الفئات، خصوصاً أن مكةالمكرمة من أكثر مدن المنطقة التي تعاني من هذا الأمر، إذ لا تستطيع كشخص تعيش فيها الانتقال بين أحيائها وشوارعها الرئيسة بكل يسر وسهولة. من جانبها، رفضت المشرفة التربوية في تعليم جدة نورة الشرواني سياسة التعميم في بعض القرارات، وعدم وضوحها، وهو ماجعلها على حد وصفها إلى الدخول في دوامة البحث المستمر من طريق المنتديات ومواقع «الإنترنت» عن شمولية القرار من عدمه للمشرفات التربويات، وقالت ل»الحياة»: «لو إن القرار جاء من دون توضيحات، مما جعلنا في دوامة لا تنتهي من البحث والسؤال، إذ إنه لم يذكر أن تمديد الإجازة للمدارس التعليمية يشمل فئات دون أخرى». وأردفت: «على رغم كل هذا الإحباط الذي عشته، إلا أنني سجلت حضوري خلال اليوم الأول، لأقطع الشك باليقين، ولأبدأ في التغلغل داخل دوامة العمل الإداري باكراً»، مشددةً على أن الحضور في اليوم الأول كان معقولاً لدرجة معينة مايوحي بأن الجميع أدركوا فعلاً أن موعد الحضور والدوام هو الإثنين (أمس).