اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «ذكرى الاستقلال هذا العام مختلفة عن سابقاتها على خلفية وجود الحدّ الأدنى من الدولة، وتحملُ بهجةً مميزةً عن الأعياد السابقة التي لم نشعر خلالها بأننا نعيش في وطن مستقل في ظل رعاية دولة لشؤون مواطنيها»، مشيراً الى ان «الوضع الحالي يميل الى الاستقرار على رغم كل التشنجات والتوترات السياسية التي نشهدها». وخاطب جعجع امس، ورشة عمل قطاع التمريض التابع لحزبه في معراب، مثنياً على رسالة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ذكرى الاستقلال، واصفاً اياها ب «خطاب رجل الدولة» ولاسيما حين تطرق الى «وجوب احترام الدستور والمؤسسات الشرعية وضرورة تمسُك اللبنانيين بالحوار». كما نوّه بمزايا رئيس الحكومة وبالأكثرية داخل مجلس الوزراء، فضلاً عن قيادة الجيش «غير المتخاذلة التي لن تسمح بنقل الخلافات السياسية وتحويلها الى أحداث أمنية لأن الجيش سيقوم بدوره ومهماته المفترضة». وانتقد مقولة «امكانية انقسام الجيش اذا ما تدخل في أي اشكال أمني»، مستغرباً الالتزام بهذا المنطق غير العقلاني، ومعرباً عن ارتياحه الى تطمينات وزير الدفاع وقائد الجيش حول الكلفة التي سيتكبدها الجيش في حال نزوله الى الأرض لترسيخ الاستقرار «والتي ستبقى أقل بكثير من أي فلتان قد يحصل بين اللبنانيين والذي ستكون تبعاته أخطر واسوأ». وأمل بأن «نعيّد ذكرى الاستقلال المقبلة في ظل استقلال ناجز وكامل مع حدود مضبوطة بالكامل وسلاح محصور بيد الدولة وحريات مرسّخة بشكل نهائي واستمرار الحياة السياسية بشكل طبيعي». وأسف جعجع لكلام سياسيين عشية ذكرى الاستقلال «الذين يُغردون خارج السرب فيطرحون معادلات وسيناريوات لأحداث أمنية كأنهم يعيشون في القمر، كما يوجهون اتهامات لخصومهم السياسيين غير مبنية على أي منطق»، لافتاً الى ان «الناس تسمع وتحكم وما لكم الا الاطلاع على نتائج الانتخابات النقابية والطالبية لاستشراف اتجاه الرأي العام». واتصل جعجع هاتفياً للتهنئة بذكرى الاستقلال بكلّ من الرئيس سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي. من جهة ثانية، ردّت امس، الدائرة الإعلامية في «القوات» على المواقف التي اطلقها اول من امس، رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية اثناء لقائه رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون في بنشعي، معتبرة في بيان ان فرنجية «استغنم الفرصة ليحاول صبّ الزيت على نار الخلافات المسيحية - المسيحية، من خلال إثارة اتهاماتٍ وقضايا غير موجودة أساساً إلاّ في ذهنيته المريضة، فادعّى أن سمير جعجع هو الطرف المسيحي الوحيد الذي يتسلّح ويهدد الاستقرار الأمني في الشارع المسيحي». ورأت ان «لم يعد خافياً على احد أن فرنجية يعاني من عقدةٍ مُزمنة اسمها سمير جعجع، وهذه الادعاءات بالذات تتناقض بالأساس مع خطاب ضيفه العماد عون بالذات امام وفد من طلاب جامعة سيدة اللويزة السبت الماضي، وفيه ينفي تسلّح القوات اللبنانية، كما يتناقض مع كل الوقائع الميدانية والتصاريح الرسمية، ولا سيّما موقفي رئيس الجمهورية وقائد الجيش في مناسبات مختلفة». واتهمت فرنجية «وحلفاءه بالتحديد»، بأنهم «هم الذين يحاولون زعزعة الاستقرار داخل المناطق المسيحية». وأكدت «ان كل ما يقوم به فرنجية بعيد كل البُعد عن قواعد العمل السياسي، ولا يمكن تشخيصه إلاّ كأحد عوارض امراض فرنجية النفسية. والعلاج يكون بجلسات علاج نفسي بدل التحدث بالسياسة».