يتوجه وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم إلى بروكسيل في زيارة تستمر يوماً واحداً، بهدف «تعزيز آليات التشاور والتنسيق مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد أن شكري سيعقد اجتماعاً مهماً مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ال28، للبحث في مجمل العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، لمناسبة التوصل إلى اتفاق في شأن «وثيقة أولويات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي»، التي تمثل إطاراً عاماً لعلاقات مصر مع المؤسسات الأوروبية خلال السنوات الثلاث المقبلة، والتي تمّ التفاوض في شأنها منذ شباط (فبراير) العام الماضي. وأوضح أبو زيد أن «المفاوض المصري حرص على أن تأتي الوثيقة على نحو يتماشى مع الأولويات المصرية، وفقاً لرؤية 2030 للتنمية المستدامة، ومن خلال برامج محددة بمخصصاتها المالية»، لافتاً إلى أن من المقرر أن تقوم بعثة فنية من الاتحاد الأوروبي بزيارة مصر في منتصف آذار (مارس) المقبل لاستكمال التشاور حول خطوات تنفيذ هذه البرامج. وأضاف الناطق باسم الخارجية أن اجتماع الوزير المصري مع نظرائه الأوروبيين سيشهد شرحاً مستفيضاً لتطورات الأوضاع الداخلية في مصر، لا سيما برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الحكومة المصرية، والإجراءات الاقتصادية المهمة التي تم اتخاذها خلال الفترة الأخيرة، في إطار اهتمام الجانب الأوروبي بدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي، إيماناً بدور مصر المهم كأحد أهم دول الجوار الأوروبي. وأوضح أن «الطرح المصري لقضية مكافحة الإرهاب سيستحوذ على جانب كبير من الاجتماع، في ظل المقاربة المصرية الشاملة لمحاربة هذه الظاهرة على مستوى الحركة والفكر والتمويل، وهو ما يحظى بتقدير كبير من الجانب الأوروبي». وأضاف أبو زيد أن شكري سيلتقي خلال زيارته مع الممثلة العليا للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، وسيعقد لقاء ثنائياً مع وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء البلجيكي ديديه ريندرز للبحث في سبل تدعيم العلاقات بين مصر وبلجيكا في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، وسيجتمع وزير الخارجية المصري أيضاً مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والمواطنة ديمتريس أفراموبولوس، لاستعراض الجهود المصرية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، في ظل الأولوية المتقدمة التي تحظى بها هذه القضية على الأجندة الأوروبية. وسيجري شكري محادثات مع سكرتير عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ حول العلاقات بين مصر والحلف في ظل الدفعة التي شهدها التعاون بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما توج بإقامة تمثيل ديبلوماسي مصري لدى الحلف في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي.