أفادت بيانات ناقشتها ندوة نظمتها «منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط» (أوابك) في دمشق أمس، بعنوان «الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على قطاع النفط والغاز في الدول العربية»، بأن قيمة صادرات الدول العربية من النفط الخام تراجعت بين عامي 2008 و2009 بنحو 40 في المئة، فيما انخفض معدل النمو في الدول العربية من ستة في المئة عام 2008 إلى اثنين في المئة عام 2009، وتقلص الناتج المحلي بنحو 10.5 في المئة العام الماضي، وهبط حجم المساعدات الإنمائية العربية الميسرة من سبعة بلايين دولار عام 2008 إلى نحو 5.6 بليون دولار عام 2009، فيما شهدت الموازنات العامة للدول العربية تخفيضات حادة. وقال الأمين العام ل «أوابك» عباس علي نقي: «شهد الطلب على النفط تراجعاً مستمراً، وبلغ أدنى مستوياته في الربع الثاني من العام الماضي، عند 83 مليون برميل يومياً، فيما تراجعت إمدادات دول «أوبك» و «أوابك» إلى أدنى مستوياتها خلال الربع الأول من العام الماضي إلى 28.4 مليون برميل يومياً». ولفت إلى «ان تراجع أسعار النفط والتشدد في الجانب الائتماني، أديا إلى تأجيل العديد من المشاريع الجديدة وإلغاء أخرى». ولفت وزير النفط السوري سفيان العلو إلى ان بلاده اتفقت مع العراق على إقامة مشاريع لنقل النفط العراقي وتصديره عبر الموانئ السورية، مشيراً إلى البدء بإعداد دراسات للتعاقد مع شركة عالمية لتنفيذ المشاريع مع العراق وفقاً لمبدأ «بي أو تي». وأكد على هامش الندوة ان المشاريع مع العراق تشمل إقامة خطين لنقل النفط، الأول بطاقة 1.5 مليون برميل يومياً، والثاني بطاقة 1.250 مليون برميل يومياً قابلة للزيادة بنسبة 20 في المئة، إضافة إلى خط لنقل الغاز، لربط شبكة الغاز العراقية بخط الغاز العربي. وأضاف: «ألحقت الأزمة المالية العالمية ضرراً بالغاً بالاقتصادات العربية عموماً، وقطاع النفط خصوصاً، ما ساهم في تراجع العائدات النفطية العربية، التي تُعتبر عماد الاقتصاد وأهم محركات نموه». ودعا الوزير السوري إلى «إقامة مشاريع عربية مشتركة في قطاعي النفط والغاز»، لافتاً إلى ان بلاده «ساهمت في شكل فاعل في إنجاز خط الغاز العربي، الذي يجرى ربطه حالياً بشبكة الغاز التركية، لنقل الغاز العربي عبرها إلى أوروبا». وأشار إلى ان إنتاج النفط والغاز في بلاده ارتفع قليلاً عن السنوات الماضية، وأن وزارته ستطرح نهاية الشهر المقبل مشاريع جديدة للتنقيب والاستكشاف عن النفط والغاز في ثماني مناطق جديدة، كما ستعلن بداية العام المقبل عن تطورات على صعيد الاستكشاف والتنقيب في المياه الإقليمية السورية.