دبي، واشنطن - رويترز، ا ف ب - أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ان الطرود البريدية المفخخة التي أثارت ذعراً في الغرب، تأتي في إطار استراتيجية جديدة لتقويض حركة الطيران بين أوروبا وأميركا، وشنّ «هجمات صغيرة» غير مكلفة تسبّب «نزيفاً قاتلاً» للولايات المتحدة. وعلّق رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن على إعلان التنظيم، معتبراً أنه يشكّل تهديداً «كبيراً» للولايات المتحدة، وأصبح أكثر خطورة مما كان عليه قبل سنتين. وقال لشبكة «سي أن أن» الأميركية: «ذراع تنظيم القاعدة هذا فتاك جداً، وأصدق ما يقولونه» في شأن سعيهم الى مهاجمة الولاياتالمتحدة. وأشار التنظيم الى طردين، احتويا طابعتين حُشيتا مواد ناسفة، وأُرسلا الى مركزين يهوديين في مدينة شيكاغو الأميركية، ولكن اكتشفتهما الشرطة في دبي وبريطانيا. كما اكتُشِفت طرود أخرى لاحقاً، واجتاحت مطارات العالم حملة لتشديد الإجراءات الأمنية. ولفت التنظيم الى ان الطردين شملا «هاتفين من طراز نوكيا، سعر كل منهما 150 دولاراً، وطابعتي كومبيوتر من طراز اتش بي، سعر كل منهما 300 دولار، إلى جانب مصاريف الشحن والنقل وغيرها، ليصل إجمالي الكلفة إلى 4200 دولار». وأكد التنظيم في مقال نشره على موقع «انسباير» الإلكتروني الناطق باسم «القاعدة» باللغة الإنكليزية، انه «يكشف خططه لأعدائه، لأن هدفه ليس ايقاع اكبر عدد من القتلى، بل استنزاف قطاع الطيران بين اوروبا واميركا، الأساسي جداً لحركة التجارة والنقل بينهما». وأضاف: «سنواصل شنّ عمليات مماثلة، ولا فرق لدينا إطلاقاً اذا اعتُرِضت. إنها صفقة رابحة بالنسبة إلينا، بثّ الخوف في صفوف الأعداء وإبقاؤهم في حال استنفار، في مقابل بضعة شهور من العمل وبضعة آلاف من الدولارات». وزاد التنظيم: «لتركيع الولاياتالمتحدة، لسنا في حاجة الى توجيه ضربة كبيرة». ورأى ان «في أجواء كهذه من الخوف الأمني الذي يسود أنحاء أميركا، من الأسهل تنفيذ هجمات صغيرة تتطلب عدداً أقل من المنفذين ووقتاً أقصر، لكننا سنتمكن على الأرجح من الالتفاف على الحواجز الامنية التي كابدت أميركا لإقامتها». وتوقع التنظيم سقوط «عدد ضحايا أكبر مما حدث في واشنطن في 11 ايلول (سبتمبر) 2001». وأضاف ان «هذه الاستراتيجية لمهاجمة العدو بعمليات أصغر لكنها اكثر تواتراً، هي ما يسميه بعضهم استراتيجية آلاف الجروح، والهدف هو دفع العدو الى النزيف حتى الموت». واعتبر ان «الطرود القليلة التكلفة ستكلّف الولاياتالمتحدة والدول الأخرى الغربية بلايين الدولارات، وهذا ما يجعلنا نحقق أهدافنا اذا قررنا ان نستهدف الاقتصاد». ولفت الى ان «هذه الطرود يسهل مرورها، على رغم الإجراءات الأمنية». انشقاق في «القاعدة» المغاربي من جهة ثانية، أكدت مصادر عسكرية في شمال مالي أمس ان 28 موريتانياً ينتمون الى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» فروا من معسكرات التنظيم في الصحراء وسلموا انفسهم الى الجيش الموريتاني. وقال مصدر عسكري موريتاني في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من شمال مالي عند الحدود بين مالي وموريتانيا ان «28 شابا موريتانيا فروا من قواعد القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في الصحراء وهم حاليا في طريقهم الى موريتانيا». واضاف ان «اعمارهم صغيرة جدا وقد تم تلقينهم العقيدة. بعضهم لا يتجاوز 14 عاما. ان عودتهم كانت ثمرة عمل ميداني». وتابع المصدر «لا نريد التركيز كثيرا على القضية في وسائل الاعلام. ينبغي حماية هؤلاء الشبان الذين لا يزالون قاصرين». واكد ان «بعضهم تعرض للضرب في المعسكرات بيد عناصر القاعدة». بدوره، اكد مصدر عسكري اجنبي ان «نحو ثلاثين شابا موريتانيا انشقوا عن صفوف القاعدة في المغرب الاسلامي» وهم في طريقهم الى موريتانيا. وكانت المصادر نفسها ذكرت في بداية الشهر ان ستة شبان موريتانيين فروا من قواعد «القاعدة»، واوضحت ان تسلل عناصر ارسلها الجيش الموريتاني الى صفوف التنظيم اتاح خصوصا حصول عمليات الفرار هذه. وأقر البرلمان الموريتاني في تموز (يوليو) قانونا جديدا حول الارهاب مهد الطريق لاستسلام المقاتلين الاسلاميين في محاولة لاحتواء سيطرة «القاعدة» في بلدان الساحل. ويمنح هذا القانون المقاتلين المتطرفين الذين يستسلمون للسلطات «قبل اعتقالهم»، ظروفاً خاصة تذهب الى حد الافراج عنهم في ظل رقابة. وكان منتدى حول الارهاب والتطرف عقد الشهر الفائت في نواكشوط اتخذ قرارا بتشجيع هذه الآلية. في غضون ذلك، أكدت وزارة النقل الأميركية أمس «صحة زعم» «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة ب «القاعدة»، ان انتحارياً هاجم ناقلة نفط يابانية في مضيق هرمز في تموز (يوليو) الماضي. وأصدرت الوزارة مذكرة اشارت الى ان «كتائب عبد الله عزام ما زالت نشطة، ويمكن ان تنفذ مزيداً من الهجمات على سفن في مضيق هرمز وجنوب الخليج العربي وغرب خليج عمان». ودعت السفن في هذه المناطق الى «إبداء حذر وحيطة زائدين» خلال الليل، والتنبه خصوصاً الى نشاطات السفن الأقل حجماً.