كنّا شبه مترددين في المشاركة في دورة الخليج ال 20 التي تنطلق اليوم في اليمن السعيد بلقاء افتتاحي يجمع منتخبنا الوطني السعودي مع المنتخب اليمني الفتىّ. وبعد أن زال التردد في المشاركة، كنّا مترددين بأن نشارك بمنتخبنا الأول، أو الرديف، حتّى تقرر أن نشارك بالمنتخب الأول..، الذي أصبح رديفاً بطريقة شبيهة بلعبة «التلات ورقات». على أية حال، كل هذه القرارت، وبغض النظر عن التردد باتخاذها، هي قرارات من المؤكّد أنّها أخذت بعد دراسة وتفكير لمصلحة المنتخب الوطني وسمعته، وهذا أمر لا غبار عليه، من ناحية «النيّة» على أقل تقدير. ولكن الذي نخشاه، أن يمتد «فايروس» التردد المفيد والمدروس هذا إلى نفسية لاعبينا مساء اليوم في لقائهم الافتتاحي المهم أمام المنتخب اليمني العنيد، ليصبح تردّداً ضارّاً وغير مدروس! إذ إنّ الفوز على المنتخب السعودي، يعتبربالنسبة إلى جميع المنتخبات الخليجية (إن لم يكن العربية)، بطولة بحد ذاتها! ولا سيّما المنتخب اليمني، الذي طالما رأيناه في لقاءاته السابقة يخوض لقاءات قوية للغاية أمام منتخبنا الوطني، تكون عادةّ مرهقة لمنتخبنا على أقل تقدير، وتخرج بإصابة أو إصابتين لنجومنا، نظراً للحماس الشديد الذي يلعب به المنتخب اليمني أمام منتخبنا الوطني. بيسيرو قد يكون نسي أنّ كالديرون قد خسر منصبه كمديراً فنّياً للمنتخب السعودي بسبب خسارته لمباراة أمام المنتخب العراقي بالفريق الرديف أو حتّى رديف الرديف، في مباراة شبه ودّية خلال إحدى البطولات الودّية المغمورة! مع أن كالديرون كان وقتها قد أهّل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم بأفضل وأشرف الطرق التي تأهّل بها منتخبنا السعودي للمونديال على الإطلاق! ومع ذلك، تم إلغاء عقده بين ليلة وضحاها بسبب مباراة ودّية! ولذلك، فإن بيسيرو الآن، يقوم بمجازفة كبيرة وهو يلعب بمنتخب أغلب أفراده يلعبون بجانب بعضهم بعضاً لأوّل مرة! بل وبعض أفراده لم يشاركوا حتّى في أي مباراة ودّية أمام الفريق اليمني العنيد الذي يملك أفراده لياقة تساعدهم للعب مباراتين متتاليتين بلا كلل، وحماسة تجعل أي فردٍ منهم يقاتل على الكرة على مبدأ «يا الكرة.. يا قدم المنافس»! التقارير تقول إن المنتخب اليمني وصل لمستوى فنّي أفضل بكثير ممّا عُرف عنه في الماضي! وسيلعب على أرضه، وبين جمهوره، وتحت ظل جو حماسي كبير، يأججه واقع أن الخصم هو المنتخب السعودي! وأنا لست خائفاً من كون بيسيرو يعلم ذلك، بقدر ما أنني خائف من أن بيسيرو لم يتّخذ قراراته الأخيرة تحت أي ضغوط. على أية حال، هذه البطولة فيها منتخبات أخرى تأكّدت مشاركتها مثل المتخب العراقي والكويتي والبحريني، كلّها تتطّلع للبطولتين، بطولة الفوز على المنتخب السعودي، وبطولة كأس الخليج، والأمر ليس مقتصراً على المنتخب اليمني وحسب. وأتمنّى أن يقوم «أفراد» منتخبنا بواجبهم داخل الملعب، ويتذكّروا على أقل تقدير، أنّهم يلعبون بشعار الوطن، ويؤّكدون لنا جاهزيّة الكرة السعودية لاسترداد العرش الآسيوي، عبر رفع كأس الخليج، وجلبه للرياض. www.almisehal.net