كابول، مونتريال، سياتل (واشنطن)، طوكيو – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أعلنت لجنة مراقبة الانتخابات الافغانية امس، ان واحداً من كل عشرة من المرشحين الفائزين بمقاعد في البرلمان الافغاني في الانتخابات التي أُجريت في ايلول (سبتمبر) الماضي، أُبطل فوزه بسبب التلاعب. وتأتي أحدث ضربة للانتخابات التي شابتها مزاعم عن انتشار الفساد غداة اختتام حلف شمال الأطلسي قمة عقدت في لشبونة تصدرت فيها أفغانستان جدول الأعمال، خصوصاً في ما يتعلق بخطة انسحاب القوات الأجنبية من هناك. وقال احمد ضياء رأفت العضو في لجنة شكاوى الانتخابات المكونة من خمسة اعضاء ان 21 مرشحاً كانوا حصلوا على اصوات تضمن لهم الفوز في دوائرهم أُبطل فوزهم. ويتألف البرلمان الافغاني من 249 مقعداً. وأضاف رأفت في مؤتمر صحافي في العاصمة الافغانية: «بسبب المخالفات واستخدام الاصوات المزورة وتأثير مسؤولي الاقاليم، وهو ما اوجد تلاعباً انتخابيا، قررنا إبطال الاصوات التي حصلوا عليها». وسبعة من المرشحين الذين أُبطل فوزهم اعضاء حاليون في البرلمان وأحدهم ابن عم الرئيس حميد كارزاي. وأضاف رأفت ان المرشحين الذين أبطل فوزهم لن يكون في وسعهم استئناف القرار. ولم تعلن بعد النتائج النهائية على رغم مضي أكثر من شهرين على الانتخابات التي أجريت في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي. وبدأت ترد شكاوى من التلاعب في الأصوات قبل حتى إدلاء الأفغان بأصواتهم على رغم أن وقوع أحداث عنف محدودة في يوم الانتخابات جعل المسؤولين الأفغان يصفونها في بادئ الأمر بأنها ناجحة. وستعرض لجنة شكاوى الانتخابات المدعومة من الأممالمتحدة لائحة المرشحين المرفوضين على اللجنة الانتخابية المستقلة المكلفة إعلان قائمة الأعضاء الجدد بمجلس النواب. ويحقق مكتب المدعي العام مع اللجنة الانتخابية المستقلة ذاتها بسبب تلاعب في الانتخابات. وسيكون لصدقية النتائج النهائية أثر كبير عندما يراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما استراتيجيته في حرب أفغانستان الشهر المقبل وسط تصاعد أعمال العنف وتراجع التأييد الشعبي. الى ذلك، أكد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر انه طلب من الرئيس الافغاني حميد كارزاي محاربة الفساد كشرط «لدعم الحكومة» الكندية، وذلك في تصريحات بثها التلفزيون الكندي. وقال هاربر بعد مشاركته في قمة حلف الاطلسي في لشبونة المخصصة في شكل اساسي للوضع في افغانستان ان «دعم حكومتنا رهن بالاحترام الذي تبديه حكومة افغانستان حيال بعض المبادئ الاساسية مثل الديموقراطية، سيادة القانون، حقوق الاشخاص، الحكم الرشيد ومكافحة الفساد». في سياتل (ولاية واشنطن)، امرت محكمة استئناف عسكرية اميركية ممثلي الادعاء بالجيش وقف الإجراءات ضد واحد من خمسة جنود اميركيين متهمين بقتل مدنيين افغان عزل وترتيب الامر كي يبدو وكأنهم قتلى معارك. وقدم محامو الجندي اندرو هولمز التماساً الى محكمة الاستئناف الجنائية التابعة للجيش الاميركي طلبوا فيه فتح الادلة المصورة فوتوغرافياً لفحصها علناً. واعترف المحامون بأن تلك الصور قد تكون مثيرة للمشاعر ولكنهم يقولون انها ستبرئ ساحة موكلهم. وطلب المحامون ايضاً من المحكمة بوقف ما يسمى بالمادة 32 لإجراءات التحقيق ضد هولمز (20 سنة) الى ان يتم التوصل الى قرار في شأن الصور. ووافقت محكمة الاستئناف على هذا الوقف يوم الجمعة، واعطت الحكومة 20 يوماً كي ترد على مرافعات الفريق القانوني لهولمز. وسيكون امام محامي الدفاع الذين تم اخطارهم بقرار المحكمة اليوم السبت 14 يوماً بعد ذلك للرد. وهولمز هو اصغر خمسة جنود وجهت لهم اتهامات بالقتل في التحقيق في ما وصفه ممثلو الادعاء العسكري بقيام وحدة مارقة من المشاة بحملة مسعورة في وقت سابق من العام الحالي في اقليم قندهار الافغاني وهو من معاقل حركة «طالبان». ويواجه سبعة آخرون في وحدتهم اتهامات اخف في هذه القضية التي بدأت كتحقيق في تعاطي جنود الحشيش. وتطور التحقيق الى اخطر محاكمة لأعمال وحشية مزعومة من جانب جنود اميركيين في الصراع الدائر منذ نحو تسع سنوات في افغانستان. وهناك مزاعم بأن متهمين عدة ومن بينهم هولمز قد جمعوا أصابع وأجزاء أخرى من جثث القتلى الأفغان كتذكار حرب. ولكن اكثر العناصر التي يحتمل ان تكون مثيرة للغضب في هذه القضية عشرات من الصور المقززة التي يواجه هولمز وآخرون اتهامات بالتقاطها لقتلى الحرب الأفغان وقيل ان بعضها تظهر جنوداً اميركيين يتم تصويرهم مع الجثث. وأثارت تلك الطبيعة المستفزة للصور مقارنات مع صور السجناء العراقيين التي التقطها عسكريون اميركيون في سجن «ابو غريب» في العراق عام 2004 والتي سببت غضباً عالمياً. وأخطر الاتهامات التي يواجهها هولمز والتي قد تؤدي الى سجنه مدى الحياة هي القتل العمد في ما يتعلق بموت قروي افغاني يقول محققون انه قتل بقنبلة يدوية ونيران مدافع رشاشة في كانون الثاني (يناير) الماضي. وتمثل تلك اول ثلاث جرائم قتل غير مبررة يزعم ان جنوداً في وحدة هولمز قاموا بترتيبها كي يبدو الأمر وكأنهم قتلى حرب شرعيون من كانون الثاني حتى ايار (مايو) الماضيين. ويقول فريق الدفاع إن هذه الصور تبرئ ساحة هولمز بإظهارها ان قنبلة يدوية هي التي قتلت الضحية وليس سلاحاً آلياً من النوع الذي كان في حوزة هولمز. ويقبع هولمز في سجن عسكري في قاعدة قرب تاكوما في واشنطن. ومن المقرر أن يمثل الجندي الرابع المتهم بالقتل خلال الجلسة التالية في القضية اليوم. على صعيد آخر، قررت الحكومة اليابانية إرسال مجموعة من المسؤولين إلى العاصمة الأفغانية كابول يوم الجمعة المقبل، للتدقيق في الأوضاع والظروف هناك قبل اتخاذ قرار في شأن إرسال فريق طبي إلى أفغانستان. ونقلت وكالة انباء «كيودو» اليابانية امس، عن مصادر حكومية قولها ان الحكومة اليابانية سترسل فريق تقصٍّ لتحديد ما إذا كان من المناسب إرسال فريق طبي إلى أفغانستان لينضم إلى المهمة الدولية في البلاد في ظل الأممالمتحدة. وقالت المصادر إن فريق التقصي برئاسة المستشار الخاص لوزير الدفاع الياباني تتسويا نيشيموتو سيتفقد، خلال زيارته التي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، المنشآت الطبية حيث يتوقع أن يعمل الأطباء من قوات الدفاع الخاصة اليابانية وغيرها من المنشآت. وأشارت إلى انه من المتوقع أن يلتقي نيشيموتو أيضاً الرئيس الأفغاني. وأوضحت ان الحكومة لا تخطط لتطبيق أي إطار قانوني جديد للسماح بالمهمة في أفغانستان، وسيشارك حوالى 110 أطباء وممرضين في الفريق الطبي.