ماليزي مشترك صدر في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس (الأربعاء) في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى ماليزيا، المحادثات التي تمت بين الجانبين والاتفاقات وبرامج التعاون التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة ب«البناءة». وأوضح البيان أنه «بناء على دعوة رسمية من عاهل ماليزيا السلطان محمد الخامس، زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كوالالمبور، خلال الفترة من 26 شباط (فبراير) إلى 1 آذار (مارس) الجاري». وأضاف البيان أن «ملك ماليزيا السلطان محمد الخامس استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القصر الملكي، حيث قلده وسام الدولة الملكي الأول (وسام التاج)». وأشار إلى أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس وزراء ماليزيا داتو سري محمد نجيب عبدالرزاق عقدا محادثات بناءة ومثمرة، تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، كما تم بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وكشف البيان عن أن «الجانبين أكدا أهمية تقوية وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين والتعاون بينهما في مجالات الاستثمار واستكشاف الفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030، واتفقا على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وتطوير مجالات التدريب والتمارين المشتركة وتبادل الخبرات العسكرية، كما اتفق الجانبان على أن تبادل الزيارات بين البلدين على جميع المستويات من شأنه أن يسهم في تطوير العلاقات الثنائية بينهما، كما اتفقا على تكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص في البلدين بهدف تعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية بينهما». ورحب البلدان في بيانهما ب«مشاركة أرامكو السعودية مع شركة بتروناس الماليزية لتطوير وتملك مجمع عملاق متكامل للتكرير والبتروكيمياويات في ولاية جوهور الماليزية»، مؤكدان أنه «سيسهم بشكل كبير في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين على المدى الطويل وتعزيز التعاون بينهما في مجال الطاقة». ولفت البيان إلى أن «البلدين وقعا على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتعليمي، ستمهد الطريق لمزيد من التعاون في مجالات تبادل المعرفة والخبرة ونقل التقنية. ووقع البلدان أيضاً على مذكرة تفاهم في مجال العمل والموارد البشرية، ستكثف برامج التدريب وتبادل الخبرات في مجالات السلامة والصحة المهنية والمعلومات والإحصاءات ذات الصلة بسوق العمل في البلدين. كما وقع البلدان على مذكرتي تفاهم في مجال التعاون التجاري والاستثماري، وفي مجال التعاون بين وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة الأنباء الماليزية (بيرناما)». وعن أهم القضايا التي تناولتها المحادثات السعودية - الماليزية خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى ماليزيا، أوضح البيان المشترك أن «القضايا التي تهم الأمة الإسلامية جاءت في مقدمة القضايا التي تم بحثها، وكان هناك اتفاق تام على ضرورة تكثيف وتضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف، ونبذ الطائفية، للمضي بالعالم الإسلامي نحو مستقبل أفضل بإذن الله، في إطار أهداف ومقاصد منظمة التعاون الإسلامي، والسعي إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، كما كانت ظاهرة الإرهاب، التي لا ترتبط بأي عرق أو لون أو دين، من أهم القضايا التي تم بحثها والاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة وصوره أياً كان مصدره». إنشاء مركز عالمي للسلام كشف البيان بيان السعودي - الماليزي المشترك الصادر في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس، في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى ماليزيا إعلان البلدان «إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي)، وذلك بالتعاون بين كل من مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية، ومركز الأمن والدفاع بوزارة الدفاع الماليزية، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، ورابطة العالم الإسلامي، على أن تنسق هذه الجهات في ما بينها لإكمال الترتيبات اللازمة لتنفيذ انطلاقة المركز خلال 90 يوماً من تاريخ إعلانه». وفي إطار الروح البناءة، التي سادت الاجتماعات، التي تمت بين الجانبين، أوضح البيان المشترك أنه «تم خلال المحادثات استعراض القضايا السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمها القضية الفلسطينية؛ حيث أكد الجانبان على أهمية وضرورة التوصل إلى حل دائم وشامل وعادل لحل هذه القضية، وفقاً لمضامين مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وأكد الجانبان أيضاً على أهمية وضرورة إيجاد حل للأزمة السورية على أساس بيان (جنيف1)، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وعلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين في داخل سورية وخارجها». وشدد الجانبان في بيانهما أمس «على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن، والجهود المبذولة في هذا النطاق، وكذلك تسهيل وصول المساعدات إلى المناطق اليمنية كافة». وعبر الجانبان عن «قلقهما البالغ إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة»، وأكدا الحاجة إلى التزام إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول. وأعرب الجانب الماليزي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على ما تبذله المملكة من جهود لخدمة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار.