أكدت المملكة وماليزيا في بيان مشترك في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أول من أمس، على أهمية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتطوير مجالات التدريب والتمارين المشتركة، وتبادل الخبرات العسكرية، معبرين عن قلقهما البالغ إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط، وأكدا على الحاجة إلى التزام طهران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول. وشدد البيان على أهمية تقوية وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، والتعاون بينهما في مجالات الاستثمار، واستكشاف الفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون العسكري، وتطوير مجالات التدريب والتمارين المشتركة، وتبادل الخبرات العسكرية، كما رحب البلدان بمشاركة أرامكو السعودية مع شركة بتروناس الماليزية لتطوير وتملك مجمع عملاق متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في ولاية جوهور الماليزية، والذي سيكون من شأنه الإسهام بشكل كبير في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين على المدى الطويل، وتعزيز التعاون بينهما في مجال الطاقة. وسام التاج وتضمن البيان أنه بناءً على الدعوة الكريمة الموجهة من ملك ماليزيا السلطان محمد الخامس إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى دولة ماليزيا في المدة من يوم الأحد 29 جمادى الأولى إلى يوم الأربعاء 2 جمادى الآخرة 1438 الموافق 26 فبراير إلى 1 مارس 2017، فقد استقبل ملك ماليزيا، خادم الحرمين الشريفين في القصر الملكي، حيث قلده وسام الدولة الملكي الأول «وسام التاج». وعقد خادم الحرمين الشريفين، ورئيس وزراء ماليزيا داتو سري محمد نجيب عبدالرزاق مباحثات بناءة ومثمرة تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتكثيف التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. مذكرات التفاهم وقع البلدان على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتعليمي، ومذكرة تفاهم في مجال العمل والموارد البشرية، كما وقع البلدان على مذكرتي تفاهم في مجال التعاون التجاري والاستثماري، وفي مجال التعاون بين وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة الأنباء الماليزية (بيرناما). محاربة الإرهاب وجاءت القضايا التي تهم الأمة الإسلامية في مقدمة القضايا التي تم بحثها من الجانبين، وكان هناك اتفاق تام على ضرورة تكثيف وتظافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف ونبذ الطائفية والسعي إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، كما تم الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره أيا كان مصدره. القضية الفلسطينية أعلن البلدان عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي)، كما تم استعراض القضايا السياسية في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أكد الجانبان على أهمية وضرورة التوصل إلى حل دائم وشامل وعادل لحل هذه القضية. سورية و اليمن أكد الجانبان أيضا على أهمية وضرورة إيجاد حل الأزمة السورية على أساس بيان جنيف1، وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، كما شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن والجهود المبذولة في هذا النطاق وكذلك تسهيل وصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية. مغادرة كان خادم الحرمين الشريفين قد غادر ماليزيا أول من أمس عقب زيارة رسمية، وكان في وداعه بمطار كوالالمبور الدولي، رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبدالرزاق، ووزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين، ووزير الخارجية حنيفه أمان، وعدد من المسؤولين الماليزيين. كما كان في وداع الملك سلمان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد، وأعضاء السفارة السعودية بكوالالمبور. وقد بعث خادم الحرمين الشريفين برقيتي شكر وتقدير للسلطان محمد الخامس ملك ماليزيا، ورئيس الوزراء داتو سري محمد نجيب عبدالرزاق، عبر فيهما عن سعادته بالزيارة وما جرى خلالها من مباحثات أسهمت في تقوية العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وتعزيز التفاهم المشترك بين البلدين بما يعود بإذن الله بالخير لبلدينا وشعبينا الشقيقين بما يخدم الأمن والسلم الدوليين.