تمكنت وحدات الجيش التونسي من قتل مسلحين في اشتباكات دارت منذ صباح أول من أمس على المرتفعات الغربية الحدودية مع الجزائر، فيما وجّه القضاء التونسي تهمة «عدم إغاثة أشخاص أثناء هجوم إرهابي» إلى عناصر من الشرطة على خلفية هجوم سوسة الإرهابي في صيف العام 2015. وذكرت وزارة الدفاع التونسية في بيان أمس، أن «الوحدات العسكرية تمكنت مساء الثلثاء من القضاء على إرهابيَين واسترجاع بندقية»، ولم تذكر الوزارة أي تفاصيل إضافية بخصوص هذه العملية المتواصلة منذ يومين في جبل «سمامة» في محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر غربي البلاد. إلا أن تقارير إعلامية محلية أفادت بأن الحصيلة أعلى من ذلك وقد تتجاوز ال4 قتلى في صفوف المسلحين. كما أكد شهود ل «الحياة» نقل عسكري تونسي مصاب في الاشتباكات إلى المستشفى الجهوي في محافظة القصرين. وصرح المتحدث العسكري بلحسن الوسلاتي بأن هذه العملية تُعتبر مواصلة لعملية تمشيط تنفذها الوحدات العسكرية بدعم من المروحيات منذ أسبوعين تعقباً لمتشددين متحصنين على جبل «سمامة»، وسبق لقوات الجيش التونسي أن قتلت عنصرين مسلحين في 17 شباط (فبراير) الجاري. وتواجه تونس منذ ثورة كانون الثاني (يناير) 2011 مجموعات مسلحة موالية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تنشط في المرتفعات الغربية الحدودية مع الجزائر وقتلت عشرات الأمنيين والعسكريين، بينما تمكنت القوات التونسية من القضاء على عشرات المتشددين بينهم قيادات بارزة ضمن ما يعرف «كتيبة عقبة بن نافع». في سياق آخر، قال الناطق باسم المحكمة الابتدائية في العاصمة التونسية سفيان السليطي، إن قاضي التحقيق في محكمة مكافحة الإرهاب وجّه تهمة «عدم إغاثة أشخاص أثناء هجوم إرهابي» ضد 6 من رجال الشرطة على خلفية الهجوم المسلح الذي استهدف منتجعاً سياحياً في محافظة سوسة وذهب ضحيته عشرات السياح الأجانب صيف العام 2015. وأوضح السليطي أن «قاضي التحقيق وجّه للعناصر الأمنية التي كانت حاضرة في النزل وقت العملية الإرهابية تهمة عدم إغاثة شخص في حالة خطر والامتناع عن ذلك خلافاً لما توجبه عليه القوانين ونجم عن عدم الإغاثة هلاك الشخص». أتى ذلك بعد تصريحات للقاضي البريطاني نيكولاس لورين سميث أكد فيها أن «استجابة قوات الأمن التونسية كانت على أفضل تقدير مخزية وعلى أسوأ تقدير تتسم بالجبن»، وذلك لتدخلهم المتأخر لقتل المسلح الذي أطلق النار على السياح، ما أسفر عن مقتل 38 أجنبياً غالبيتهم بريطانيون. وأوردت التحقيقات البريطانية أن المسلح قتل 30 بريطانياً ثم تمكن من السير مسافة أكثر من كيلومترين وإطلاق النار عشوائياً قبل أن تقتله قوات الأمن. واعتمدت المحكمة البريطانية على خريطة افتراضية للطريق الذي سلكه المسلح مع تقدير شرطة العاصمة لندن بأنه قطع مسافة 2.9 كيلومتر من دون تدخل رجال الشرطة.