زهرا رهنورد، ليلى بروجردي، فاطمة كروبي، جميلة كديور وفاطمة رجبي أسماء نسائية باتت تتردد كثيراً في أحاديث الانتخابات الرئاسية الإيرانية والزيارات الانتخابية والمؤتمرات الصحافية، لكن ليس كمرشحات بل ك «واجهات نسائية» للمرشحين الأربعة الذين تم تأييد صلاحيتهم للترشيح في حين ردت طلبات جميع النساء اللواتي قدمن طلبات لترشيح أنفسهن ليعدن خاليات الوفاض للمرة العاشرة هي عدد دورات الرئاسة منذ انتصار الثورة الإسلامية التي قال الإمام الخميني أن المرأة كانت عاملاً أساسياً في نجاحها. بدا مشهد الدكتورة زهرا رهنود وهي ترافق زوجها مير حسين موسوي خلال جولاته الانتخابية غير مسبوق في الساحة الإيرانية، فهذه هي المرة الأولى التي تجلس فيها زوجة مرشح إلى جانبه على طاولة الحوار وتجيب على الأسئلة وتجادل في المهرجانات الانتخابية. لتبدأ المواقع التي ترصد الشأن الانتخابي تتحدث عن «السيدة الأولى في إيران». وتنال رهنورد نصيبها من النقد الذي يصل إلى الهجوم أحياناً، وتجد نفسها مجبرة على الرد وهي تبذل جهداً لضبط أعصابها على شابات أنتقدن طريقتها في ارتداء «التشادور». وتقدم رهنورد وهي أول سيدة تحصل على لقب استاذ في الفنون الجميلة في إيران نموذجاً له حضوره الكبير على الساحة السياسية والثقافية للجمهورية الإسلامية. فالسيدة معروفة في شكل لا يقل عن شهرة موسوي نفسه، وهي وإن كان زوجها يعد أول رئيس للوزراء في إيران فهي أول من أدخل برامج دراسات المرأة في عدد من الجامعات الإيرانية وبدأت ذلك عندما شغلت منصب رئيس جامعة الزهراء. وللسيدة اسهاماتها التي لا تنكر على صعيد التنظير لمشاركة المرأة السياسية من منظور اسلامي. ولا تنكر المشكلات التي تواجه المرأة الإيرانية والمسلمة في مجالات عدة ابرزها الحضور السياسي، لكن رهنورد تبدو واثقة من وجود مداخل عدة للوصول إلى حلول، وعلى رغم أنها فتحت الباب أمام دراسة الطروحات النسوية في الجامعات فهي تدرك حساسية هذه الطروحات في المجتمعات المسلمة وتدعو إلى مناقشتها وشحذ الفكر لتقديم اجتهادات مناسبة. ومن الواضح أن صوت النساء لم يعد في الإمكان تجاهله، وهو ما يدركه مرشحو الرئاسة الإيرانية، ولذلك لجأوا إلى الاستعانة بوجوه نسائية معروفة كمساعدات في حراكهم الانتخابي. وأشتهرت فاطمه رجبي التي تعد من أشرس المدافعين عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بخطاباتها الناقدة لعدد من الشخصيات السياسية في إيران. وشنت من خلال مدونتها هجوماً على من أسمتهم ب «عملاء الغرب» طال من ضمن من طالهم الرئيس السابق محمد خاتمي والمرشح مير حسين موسوي. وتبدو رجبي أكثر حماساً في الدفاع عن نجاد من زوجها غلام حسين إلهام الذي يشغل منصب الناطق الرسمي بإسم الحكومة، بل وتتفوق في حضورها ضمن حملة نجاد الانتخابية على بروين نجاد أخت الرئيس وعضو لجنة شورى مدينة طهران. بروجردي مقابل كلنتون واختار رئيس الحرس الثوري السابق المرشح محسن رضائي أن يقدم حفيدة الإمام الخميني ليلي بروجردي كرئيسة للجنة المرأة في حملته الانتخابية قائلاً أنها إمرأة مقتدرة تليق بمنصب يقابل الذي تحتله هيلاري كلنتون. ولم يغفل رضائي أن يصطحب زوجته معصومة خدنك وهو يسجل نفسه رسمياً كمرشح رئاسي. وكروبي أيضاً اما رئيس مجلس الشورى السابق، المرشح مهدي کروبي، فتحضر إمرأتان في حملته الانتخابية: زوجته فاطمة كروبي، والكاتبة والصحافية جميلة كديور. وتعد فاطمة كروبي من الوجوه السياسية المعروفة في إيران، وترأس مجمع النساء الإسلامي وكانت سابقاً عضواً في مجلس الشورى في دورته الخامسة، أما جميلة کديور فكانت السيدة التي رافقت كروبي إلى مركز تسجيل الترشيحات وجاءت وهي ترتدي حجاباً للرأس وردي اللون. وتحمل كديور شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية وكانت نائبة عن مدينة طهران في مجلس الشورى، وهي زوجة عطا الله مهاجراني وشقيقة المفكر الإيراني المعروف محسن كديور. ولا تبدو الناشرة شهلا لاهيجي راضية عن شعارات المرشحين وطروحاتهم تجاه المرأة، وتحذّر مما تسميه «انخفاض سقف الشعارات الانتخابية»، وترى لاهيجي التي تعتبر أول ناشرة في إيران أن بحث المرشحين عن أصوات النساء والشباب لا يجب أن يجعل أقصى طروحاتهم الغاء شرطة الإرشاد. وأضافت أن مشكلات النساء الإيرانيات «أكثر تعقيداً من وقف حملة التصدي للحجاب السيء وجمع شرطة الإرشاد من الشوارع» وإن كانت ترى فيها «إهانة» للمرأة. اما التحرك الذي يطلق على نفسه اسم «متحدو وفاعلو حركة المرأة» فأصدر بياناً خاطب فيه المرشحين الأربعة وتضمن مجموعة من المطالب في مقدمها انضمام إيران إلى إتفاقية إلغاء كلأشكال التمييز ضد المرأة وتعديل الدستور بما يحقق المساواة بين الجنسين.