شدد وزير النفط النيجيري ايمانويل ايبي كاتشيكو، على ضرورة أن «يخفّض» الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تكاليف الإنتاج للتنافس مع منتجي النفط الصخري الأميركي. وأكد في مقابلة مع تلفزيون «سي أن بي سي أفريقيا»، ثقته بأن اتفاق تقليص الإنتاج «سيؤدي إلى تماسك أسعار النفط». وانكمش اقتصاد نيجيريا المعتمدة على بيع الخام في تأمين ثلثي إيرادات الحكومة، بنسبة 1.5 في المئة عام 2016 ليكون الأول على مدى 25 سنة، لأسباب يأتي في مقدمها تراجع عائدات النفط. واتفق 11 عضواً في «أوبك» من بين أعضائها ال13، إلى جانب 11 دولة من خارج المنظمة على تقليص الإنتاج في النصف الأول من السنة، على رغم إعفاء نيجيريا وليبيا العضوين في «أوبك» من الخفض في ظل انتكاسات الإنتاج التي تعرضتا لها العام الماضي. ونقلت القناة التلفزيونية عن كاتشيكو في تغريدة نشرتها على «تويتر»، تأكيده ضرورة أن يقلّص أعضاء المنظمة تكاليف الإنتاج من أجل تنافس أفضل مع منتجي النفط الصخري». وقال: «أنا سعيد بما قامت به أوبك، وأثق بأن الأسعار ستتماسك». لكن رأى أن «ما هو أكثر أهمية ما بمقدور دول المنظمة القيام به لأنفسهم من حيث التكاليف والتنويع». ودفع اتفاق خفض الإنتاج الذي أبرم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أسعار النفط إلى الارتفاع عشرة دولارات للبرميل، ولو كانت الأسعار تحركت في نطاق ضيق يبلغ 3 دولارات خلال الأسابيع الماضية. لكنّ محللين رجحوا أن «يكبح انتعاش في إنتاج النفط الصخري الأميركي أي زيادة ملحوظة في سعر النفط الخام». وفي حركة السوق النفطية أمس، عوّض النفط الخسائر التي تكبدها في التعاملات المبكرة، في وقت بات المستثمرون واثقين من التزام «أوبك» الصارم تعهداتها بخفض الإنتاج، على رغم مؤشرات إلى أن زيادة الإنتاج الأميركي تكبح المكاسب. وأظهر مسح أعدته وكالة «رويترز»، أن «أوبك» خفضت إنتاجها النفطي للشهر الثاني في شباط (فبراير) الماضي، لتعزز معدل التزامها المرتفع بالفعل إلى نحو 94 في المئة. وساهمت معدلات خفض ضخمة نفذتها السعودية وأنغولا، في تعويض التزام أقل من جانب الأعضاء الآخرين الذين وافقوا على تقييد إنتاجهم. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيار (مايو) المقبل، 27 سنتاً إلى 56.78 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نيسان (ابريل) 18 سنتاً إلى 54.19 دولار للبرميل. ويذكر أن أسعار النفط مرتفعة 23 في المئة مقارنة بمستواها نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، حين أعلنت «أوبك» عن اتفاق خفض الإنتاج، لكن هذا الارتفاع شجع على زيادة الإنتاج الأميركي. وعن النفط الروسي، أفادت مصادر مطلعة أمس، بأن الإنتاج تراجع في شباط الماضي إلى ما يزيد قليلاً على 1.515 مليون طن يومياً، أو 11.10 مليون برميل يومياً، مقارنة ب11.247 مليون برميل يومياً في تشرين الأول (أكتوبر). واستُخدمت بيانات الإنتاج في تشرين الأول كمستوى مرجعي لخفض إنتاج النفط، في اتفاق عالمي على تقليص الإمدادات لدعم أسعار الخام المتدنية، ويعادل الطن 7.33 برميل في روسيا. وبلغ إنتاج النفط الروسي 11.11 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير) الماضي. وتعهدت روسيا تقليص الإنتاج 200 ألف برميل يومياً في الربع الأول من هذه السنة، أي 300 ألف برميل يومياً بدءاً من نيسان. وفي إيطاليا، عادت مجموعة «إيني» للنفط والغاز إلى تحقيق أرباح في الربع الأخير من العام الماضي، لتفوق توقعات السوق بدعم من إجراءات لتعزيز الكفاءة وارتفاع أسعار النفط. وأفادت الشركة التي تسيطر عليها الدولة، بأن أرباحها الصافية المعدلة في الربع الأخير من العام الماضي بلغت 485 مليون دولار، ما يفوق متوسط توقعات المحللين التي كشفت عنها الشركة والبالغة 0.2 بليون يورو. وفي الفترة المقابلة من العام السابق، سجلت «إيني» خسارة صافية معدلة بلغت 301 مليون يورو. وتوقع رئيسها التنفيذي كلاوديو ديسكالزي، «نمو إنتاج النفط والغاز 3 في المئة سنوياً في المتوسط خلال السنوات الأربع المقبلة».