واشنطن - أ ف ب - كشفت وثيقة لأرشيف الأمن القومي في معهد البحوث المستقل رفعت عنها السرية، ان الولاياتالمتحدة فكّرت في اجتياح جزر اسوريس في حال استيلاء الشيوعيين على السلطة بعد «ثورة القرنفل» التي قادها ضباط ماركسيون اطاحوا حكم انطونيو دي اوليفييرا سالازار في البرتغال في 25 نيسان (ابريل) 1974. واطلق الثوار الحريات فوراً، لكن وزن الشيوعيين في السلطة اثار قلقاً كبيراً لدى واشنطن في الشهور التالية، في وقت تحالفت البرتغال، العضو في حلف شمال الاطلسي (ناتو)، مع واشنطن. والوثيقة التي رفعت السرية عنها هي محضر حديث دار في 22 كانون الثاني (يناير) 1975 بين وزير الخارجية الاميركي حينها هنري كيسينجر ووزير الدفاع جيمس شليسينغر، وتعكس بشكل واضح القلق الأميركي. ونقلت على لسان كيسينجر قوله: «يجب ان يكون لدينا برنامج للبرتغال، احتمال الخسارة يبلغ 50 في المئة». ورد شليسينغر: «لدينا خطة للاستيلاء على اسوريس» التي تضم قاعدة «لاغيس» الجوية الاستراتيجية، موضحاً ان الخطة «يمكن ان تشجع على استقلال اسوريس». ولم يكشف شليسينغر تفاصيل اضافية عن الخطة في محضر الاجتماع الذي تناول سلسلة قضايا، بينها تقديم مساعدة الى فرنسا لبرنامجها النووي العسكري. وتبعد الجزر حوالى 1500 كلم عن العاصمة البرتغالية لشبونة في المحيط الاطلسي، وتعتبر ذات اهمية استراتيجية لواشنطن التي تقيم فيها قاعدة جوية كان انتهى اتفاق بين الولاياتالمتحدة والبرتغال في شأنها قبل الانقلاب، في وقت سعى المسؤولون الاميركيون الى تجديده. وافادت وثائق الأمن القومي بأن «القاعدة اعتُبرت اساسية في الحرب بين العرب واسرائيل في تشرين الاول (اكتوبر) 1973، كي تمكِّن الأميركيين من تسهيل نقل معدات عسكرية الى اسرائيل».