فشلت القوات العراقية في حماية نفسها في يومها الانتخابي. وأفادت التقارير أن نحو 50 شخصاً قتلوا في هجمات على مراكز الاقتراع، بينهم نحو 20 سقطوا في هجوم على مركز حزب الرئيس جلال طالباني في خانقين قرب السليمانية. فيما استمر التصويت ب «سلاسة»، على ما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات. وأكمل حوالى المليون ناخب من عناصر الأجهزة الأمنية ونزلاء السجون والمستشفيات، بالإضافة إلى المغتربين، الإدلاء بأصواتهم مساء أمس، لتبدأ اليوم مرحلة الصمت الانتخابي لمدة 24 ساعة يعقبها الاقتراع العام. ولم تخل عملية الاقتراع أمس من هجمات في عدد من المدن، وساد الاضطراب الأوساط السياسية المقربة من رئيس الوزراء نوري المالكي، على خلفية فتوى دينية من أحد المراجع الشيعة الرئيسيين بتحريم انتخابه. وأفادت وكالة «الصحافة الفرنسية» نقلاً عن مصادر عسكرية وطبية، أن قوات الجيش والشرطة تحولت أهدافاً لهجمات انتحارية، على رغم الإجراءات الأمنية المشددة. وقال ضابط برتبة عقيد قي الشرطة إن انتحارياً فجر نفسه داخل مركز انتخابي في منطقة المنصور،غرب بغداد، ما أدى إلى مقتل ستة من الشرطة وإصابة 15. وقتل في مركز انتخابي في منطقة الأعظمية القريبة أربعة من الشرطة وأصيب 15 في تفجير انتحاري بحزام ناسف. وفي هجوم مماثل، قتل أربعة من الشرطة وأصيب 11 عندما فجر انتحاري نفسه في مركز اقتراع في طوزخرماتو، على ما أفاد قائمقام القضاء شلال عبدول. وفجر انتحاري ثالث نفسه في مركز انتخابي جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد) ما أدى إلى قتل ثمانية من عناصر الشرطة وإصابة تسعة آخرين. وفي مركز انتخابي غرب المدينة، حاول جندي منع انتحاري من تفجير نفسه فاحتضنه، لكن الأخير فجر نفسه فقتلا معاً. وحاول انتحاري تفجير نفسه أمام مركز انتخابي في غرب الموصل (350 كلم شمال بغداد)، لكن القوات الأمنية قتلته قبل أن ينفذ مهمته، إلا أن انتحارياً ثانياً تمكّن من تفجير نفسه في المركز ذاته بعد وقت قصير ليصيب ثلاثة شرطيين وجنديين. وعلى رغم تعرض عدد من مراكز الاقتراع لهذه الهجمات، فإن عملية التصويت لم تتعثر وسارت حتى نهاية اليوم، لتعلن مفوضية الانتخابات إغلاقها الساعة الخامسة بعد الظهر، وتؤجل إعلان نسب المشاركة إلى حين إكمال إجراءات العد والفرز. وقال رئيس شبكة «شمس» لمراقبة الانتخابات هوكر شيخة ل «الحياة» مساء أمس، إن «أجهزة فحص البصمة تعرضت لأعطال في مراكز الاقتراع المنتشرة في البلاد». وأوضح أن «الأعطال كانت متوقعة وسبق أن حذرنا منها قبل أسابيع بسبب غياب التقنية الإلكترونية المتطورة في البلاد»، وأضاف أن من «أبرز الخروقات مرافقة قادة من الجيش ضباطهم وجنودهم إلى مراكز التصويت، ما شكل ضغطاً على حرية الناخب». إلى ذلك، أعلنت رئيسة منظمة «تموز» لمراقبة الانتخابات فيان الشيخ، أن 2212 مراقباً من المنظمة راقبوا عملية التصويت الخاص بعناصر القوات الأمنية أمس في البلاد وسجلوا خروقات أبرزها «حصول أعطال في الأجهزة الإلكترونية في بغداد والسليمانية، إضافة إلى توزيع دعايات انتخابية على بعد أقل من 100 متر من مراكز الاقتراع». وكان ائتلاف المالكي تعرض مساء أول من أمس لهزة عنيفة بسبب فتوى تحرم انتخابه وتدعو صراحة إلى تغييره، أصدرها الشيخ بشير النجفي، وهو أحد المراجع الأربعة الرئيسيين لدى شيعة العراق، ما اعتبر تأثيراً مباشراً في نتائج التصويت. وقال النجفي في حديث بثته قنوات تلفزيونية مختلفة، إن «تهاون المالكي في ضبط الحدود أدى الى دخول الإرهابيين إلى العراق، كما فرط في حماية السجون، ما أدى إلى هروب كبار الإرهابيين، واستمرارهم في قتل العراقيين». وأضاف «طالب المالكي ب 100 يوم لإصلاح الخدمات والأمن، لكنه سوّفَ الأيام والأشهر والسنين، ليضع العراق في حالة من التدهور». وأوضح أن «المالكي أفقر الشعب العراقي ثم وزع المعونات عليه مع اقتراب موعد الانتخابات». وطالب «أبناء الشعب العراقي بقبول هذه العطايا والأراضي لأنها أموالهم وحقوقهم، لكن على من يقبلها أن لا ينتخب من أعطاها، لأن إعادة انتخاب الفاشلين محرم شرعاً». لكن مسؤولين مقربين من المالكي سارعوا إلى إصدار بيانات تضمنت انتقادات مبطنة للنجفي، معلنين تمسكهم بإعلان المرجع الأعلى علي السيستاني حياده.