قتل 29 عراقيا على الأقل وأصيب 42 آخرون في ثلاث هجمات انتحارية استهدفت مركزين للشرطة ومستشفى في مدينة بعقوبة (65 كلم) شمال شرقي بغداد, قبل ظهر أمس الأربعاء. وأعلنت الشرطة أن انتحاريين فجرا سيارتين ملغومتين عند مركزين للشرطة في وسط وغرب بعقوبة في محافظة ديالى. كما فجر انتحاري ثالث نفسه بحزام ناسف عند مدخل مستشفى بعقوبة العام. جاءت التفجيرات قبل أيام من الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة الأحد المقبل, بينما تشدد قوات الأمن من إجراءاتها لحماية مراكز الاقتراع. ودفعت قوات الأمن بتعزيزات وخضعت لتدريبات خاصة على تأمين مراكز الاقتراع قبل عشرة أيام. ونقلت رويترز عن عناصر أمنية أنها مستعدة للمشاركة في الانتخابات ومنع حدوث أعمال عنف محتملة. كما قال مسؤولو أمن إن العراق يعتزم نشر عشرات الآلاف من جنود الشرطة والجيش وتقييد حركة السيارات وفرض حظر على التجوال لمنع وقوع هجمات أثناء الانتخابات. كما قال رئيس اللجنة الأمنية المكلفة حماية الانتخابات أيدن خالد إن قوات الأمن ستفرض حظرا على التجوال بين العاشرة مساء والخامسة صباحا من السادس حتى الثامن من مارس في مختلف أنحاء العراق. وتقول رويترز إن ثقة المواطنين العراقيين في رئيس الوزراء نوري المالكي وفي قوات الأمن قد اهتزت بسبب سلسلة من التفجيرات الكبرى في بغداد اعتبارا من أغسطس الماضي, رغم تراجع ما يوصف بالعنف الطائفي عامي 2006 و2007. من ناحية أخرى يدلي اليوم الخميس نحو 800 ألف ناخب عراقي من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والمرضى في المستشفيات والسجناء بأصواتهم في أكثر من 1700 مركز اقتراع في أرجاء البلاد ضمن عملية تصويت خاصة تسبق الانتخابات. ويحق ل18.9 مليون ناخب عراقي الإدلاء بأصواتهم في 64 ألف مركز اقتراع في انتخابات يتنافس فيها نحو 6200 مرشح على 325 مقعدا نيابيا. في هذه الأثناء, وفي سوريا, حذر طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي من تكرار تجربة إيران في الانتخابات الأخيرة. وقال الهاشمي في كلمة أمام آلاف العراقيين في صالة رياضية بدمشق (لنتعظ مما حصل في إيران حيث زعزع الخلاف على نتائج الانتخابات الاستقرار حتى اللحظة). كما قال (إذا تعرضت الانتخابات للتزوير فلن يقتصر رد الفعل على حدود رفض النتائج، بل سيكون هناك عدم اعتراف بشرعية مجلس النواب وشرعية الحكومة العراقية المنبثقة عن هذا المجلس). وينتظر أن يدلي اللاجئون العراقيون في سوريا بأصواتهم في الانتخابات الجمعة المقبل, بدعم من مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وتسهيلات أعلنتها السلطات السورية. وأعلن مدير مكتب الانتخابات العراقية في سوريا حيدر عبدعلاوي أن العملية الانتخابية ستجري على مدى ثلاثة أيام، وأشار إلى أن أعداد المشمولين بالانتخابات هناك تقدر بحوالي 150 إلى 200 ألف شخص.