بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع قائد المنطقة الوسطى الاميركية الجنرال جيمس ماتيس الذي زاره في قصر بعبدا أمس على رأس وفد، في التعاون العسكري القائم واستمرار دعم واشنطن الجيش والقوى الامنية بالمساعدات العسكرية. وسلم ماتيس سليمان في حضور السفيرة الاميركية مورا كونيللي، رسالةً خطية من الرئيس الاميركي باراك اوباما تتضمن معايدة بعيد الاستقلال. وزار الوفد ايضاً قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، وتناول البحث سبل تعزيز علاقات التعاون العسكري بين جيشي البلدين، لا سيما في مجالي التدريب واللوجستية. وشكر قهوجي للسلطات الأميركية من خلال الوفد الزائر، «قرارها متابعة برنامج المساعدات الخاصة بالجيش اللبناني»، فيما اعرب الجانب الأميركي عن ثقته ب «دور الجيش وجهوده المبذولة لتحقيق اهدافه الوطنية». كما زار الوفد الأميركي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، وبحث معه في المساعدات الأميركية التي كانت مقرّة للجيش اللبناني. واستقبل سليمان في بعبدا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة القطري عبد الله العطية، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي زيارة سليمان المرتقبة لقطر، تلبية لدعوة من الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كضيف شرف في افتتاح الحوض الجاف لإصلاح السفن، ولتدشين المبنى الجديد للسفارة اللبنانية في الدوحة. واطّلع سليمان من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على الوضع الامني وتفاصيل حادثة فرار موقوفين من تنظيم «فتح الاسلام» من سجن رومية واعتقال أحدهما ومواصلة البحث عن الآخر. كما اطّلع من مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل على الوضعين الامني والعسكري. وكان المر وجّه أمس كلمة الى العسكريين لمناسبة عيد الاستقلال، أكد فيها أن الاستقلال «لن يسقط، ما دام الجيش اللبناني واقفاً أبياً حازماً في الدفاع عن أرض لبنان والحدود وضرب الإرهاب والتصدي للفتنة». وقال: «أيها العسكريون، خلال 5 سنوات أمضيتها معكم، واجهنا الاغتيالات ومحاولات الاغتيال،والانقسامات ومحاولات الانقسام والنعرات الطائفية والمذهبية. واجهنا الإرهاب في معركة الجيش واللبنانيين ضد الإرهاب في نهر البارد»، وأضاف: «واجهنا العدوان الإسرائيلي على لبنان وتصدينا له ودفعنا دماً وشهادة، وواجهنا الفراغ على مستوى الرئاسة والحكومة كما واجهنا رهان اسرائيل على انقسام الجيش وانهياره. واجهنا كل ذلك بوحدة الجيش ووحدة الدم. واليوم يواصل فخامة الرئيس (ميشال) سليمان بحكمته وصبره قيادة البلاد نحو شاطئ الاستقرار والآمان. كذلك يتولى قائد الجيش العماد جان قهوجي دوراً أساسياً في تحصين السلم الأهلي وضمان الأمن والنظام». وأكدً موقف قهوجي من أن «ما تشهده البلاد من تباينات سياسية في هذه المرحلة هو جزء لا يتجزأ من الحياة الديموقراطية، لكنه من غير المسموح إسقاط هذه التباينات على الارض وتحويلها الى فتنة»، ومعلناً أنه «مهما بلغ حجم التضحيات التي يمكن ان يقدمها الجيش في هذا المجال تبقى اقل تكلفة بكثير من الثمن الذي سيدفعه الوطن بأسره في حال انزلاق البلاد الى الفتنة».