قالت بورصة هونغ كونغ أمس إنها ستعتمد على دورها، بوصفها بوابة للمستثمرين الصينيين الأثرياء، في التغلب على مواقع أخرى رئيسة، والفوز بإدراج «أرامكو» السعودية العملاقة للنفط، البالغة قيمتها 100 بليون دولار. وقال الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ تشارلز لي أمس (الإثنين): «إن الوصول إلى رأس المال الصيني ودور الصين، بصفتها أكبر مستورد للنفط، يجعلان هونغ كونغ منافساً فعالاً في السباق المحموم بين مواقع الإدراج». ومن المتوقع أن تضطلع المصارف الصينية أيضاً بدور في إدراج «أرامكو». والمصرف الصناعي والتجاري الصيني الدولي وشركة رأس المال الدولي الصينية (سي.آي.سي.سي) من المصارف الصينية التي سيكون لها دور استشاري. وقال لي للصحافيين، خلال إفادة في خصوص الأرباح السنوية للبورصة: «فيما يخص اكتتاباً في هذا الحجم من المنطقي تماماً أن يكون بإمكان القاعدة الرأسمالية الكبيرة للغاية وثروات الاستثمار في الصين القدرة على الوصول إليه». وأضاف أن بورصة هونغ كونغ أجرت محادثات مع «أرامكو» السعودية، وأنها تعمل «بأقصى جهد» للفوز بالطرح العام الأولي المتوقع أن يكون الأكبر في العالم. وأحجم لي عن ذكر تفاصيل في شأن التنازلات التي من المتوقع أن تقدمها بورصة هونغ كونغ للفوز بالصفقة. وتأتي تعليقات لي في الوقت الذي بدأ فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان جولة آسيوية تمتد شهراً للنهوض بالاستثمار والتواصل مع المستثمرين من أجل الطرح العام الأولي. وتعتزم السعودية إدراج ما يصل إلى خمسة في المئة من أكبر شركة منتجة للنفط في العالم في السوق المالية السعودية وفي سوق أجنبية أو أكثر، لتجمع 100 بليون دولار. وأكد مصدر مطلع أنه يجري النظر في اختيار آسيا موقعاً للإدراج. ومع التركيز على ثروة الصين وأهميتها الاستراتيجية للسعودية (المملكة من بين أكبر موردي النفط إلى الصين) يُنظر إلى بورصة هونغ كونغ باعتبارها المرشح الأوفر حظاً عن البورصات الآسيوية المنافسة المحتملة في السباق على الطرح الأولي العملاق. ولدى بورصة طوكيو، التي بذلت جهوداً لاجتذاب طرح «أرامكو»، وفق ما قاله مصدران، سيولة أقل مقارنة مع هونغ كونغ، وشهدت شطب شركات أجنبية كثيرة من البورصة على مدى السنوات العشر الماضية، ليتبقي لديها عدد قليل من الشركات الأجنبية المدرجة. وقالت مصادر إن بورصة سنغافورة ترغب أيضاً في نيل جزء من كعكة الطرح الأولي ل«أرامكو»، لكنها ستواجه تحديات عدة، نظراً إلى صغر حجمها. وخسرت بورصة هونغ كونغ - التي احتلت المرتبة الأولى في سوق الطرح العام الأولي عامي 2015 و2016 - الطرح الأولي الشهير لمجموعة «علي بابا» القابضة الصينية، البالغ قيمته 25 بليون دولار لمصلحة بورصة نيويورك، لأنها لم تستطع أن تمنح عملاق التجارة الإلكترونية إمكان الإصدار المزدوج للأسهم. وقال مصدر مشارك في مساعي بورصة هونغ كونغ للفوز بإدراج «أرامكو» إن بعض قواعد القيد في هونغ كونغ يجب التغلب عليها إذا ما فازت البورصة بالطرح العام الأولي ل«أرامكو»، إذ لا تسمح القواعد حالياً للشركات بإدراج أقل من 15 في المئة من إجمالي عدد أسهمها المصدرة، بينما لا تتمتع السعودية في الوقت الحالي بولاية قضائية مقبولة لتأسيس الشركات المدرجة في هونغ كونغ. وقد يعد الإدراج الثانوي أمراً صعباً، لأن بورصة هونغ كونغ لا تعترف حالياً بالسوق المالية السعودية موقعاً رئيساً قانونياً للإدراج. وتقول مصادر تنظيمية إن لدى البورصة سلطة تقديرية في شأن كيفية تطبيق القواعد، وإنها قادرة على منح إعفاءات في حالات خاصة، مثلما فعلت في إدراج بعض المصارف الصينية. وأضافوا أن «روسال» الروسية استطاعت تأسيس شركة في نيوجيرزي بهدف جمع 2.2 بليون دولار، عبر طرح عام أولي في هونغ كونغ عام 2010. وقال أحد المصادر المشاركة في جهود هونغ كونغ: «مع ذلك أعتقد أن لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة بهونغ كونغ ستكون لديها مشكلات مع نقص الإفصاح في خصوص أرامكو، هذا قد يمهد لخلاف آخر بين بورصة هونغ كونغ ولجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة».