هناك وجه يتصل بسلامة البشر يفرض نفسه دوماً لدى مناقشة الرحلات الفضائية إلى الكواكب. وعلى المريخ مثلاً، ليس واضحاً بعد، إذا كانت جاذبيته القليلة (38 في المئة من جاذبية الأرض) تكفي كي يتجنب الزوار المحتملون ظاهرة ضعف التكوينات الكلسية في الجسم (خصوصاً العظم)، وفقدان قوى العضلات التي يحركها الكلس أيضاً، خصوصاً إذا استقر رواد الفضاء فترة طويلة نسبياً على سطح ذلك الكوكب. وثمة خبرة في ذلك الأمر تتمثّل في الأعراض التي اختبرها رواد فضاء أمضوا فترات طويلة نسبياً في وضعية انعدام الجاذبية أو ضعفها. في المقابل، يتشابه كوكبا الأرض والزهرة في القطر (الأخيرة أقل ب5 في المئة من قطر الأرض)، والكتلة (19 في المئة أقل من الأرض)، والجاذبية (قرابة 90 في المئة من الأرض) وغيرها. وباختصار، يكاد كوكب الزهرة يكون توأماً للكوكب الأزرق، ولا يتسبّب في المشاكل المتصلة بالجاذبية. للشبه أوجه عدّة يتمتّع الزهرة بقرب نسبي من الأرض، ما يجعل مسألة النقل والاتصال أمراً سهلاً للبشر، مقارنة بحال معظم الأمكنة الأخرى في المجموعة الشمسية. وبواسطة أنظمة الدفع الصاروخي المستخدمة في وكالات الفضاء حاضراً، من المستطاع نظرياً السفر إلى الزهرة كل 584 يوماً، حين يكون في أقرب مسافة له من الأرض، ما يساوي 38 مليون كيلومتر أو ربع المسافة إلى الشمس، ويزيد عن المسافة إلى القمر بنحو مئة مرة. اجتازت تلك المسافة المركبة الأميركية «فينوس أكسبرس» في 2006 خلال خمسة شهور، في حين احتاجت المركبة «مارس أكسبرس» في 2003، إلى 6 شهور للوصول إلى المريخ حين كان في أقرب نقطة له من الأرض على بعد 55 مليون كيلومتر. وفي مسافة اقترابه الأدنى من الأرض، يكون كوكب الزهرة الأقرب إليها بين كواكب المجموعة الشمسية كلها.